للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضال من أنفسهم أو خصومهم، كما تقدمت مباهلة النصارى في آل عمران: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ ومباهلة المشركين في سورة مريم ﴿قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا﴾.

وقد قال الإمام أحمد (٤): حدثنا إسماعيل بن يزيد الرقي [] [١] أبو يزيد حدثنا فرات، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: قال أبو جهل لعنه الله: إن رأيتُ محمدًا عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عُنقه. قال: فقال رسول الله : "لو فعل لأخذته الملائكة عيانًا، ولو أن اليهود تَمَنَّوا الموت لماتوا ورأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يُبَاهلون رسول الله على الله عليه وسلم لرجعوا لا [٢] يجدون مالًا ولا أهلًا".

رواه البخاري والترمذي والنسائي، من حديث عبد الرزاق، عن معمر، [عن عبد الكريم. قال البخاري: "وتبعه عمرو] [٣] بن خالد عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم.

ورواه النسائي أيضًا عن عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به أتم.

وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، كقوله تعالى في سورة النساء: ﴿أَينَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾.

وفي معجم الطبراني (٥) من حديث معاذ بن محمَّد الهذلي، عن يونس، عن الحسن، عن سمرة مرفوعًا: "مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب تطلبه الأرض بدين، فجاء


(٤) - أخرجه أحمد (١/ ٢٤٨) (٢٢٢٥) وصححه أحمد شاكر. وأخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب: ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ﴾، حديث (٤٩٥٨) (٨/ ٧٢٤). والترمذي في كتاب تفسير القرآن، كتاب: ومن سورة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾، حديث (٣٣٤٥) (٩/ ٧٨). والنسائي في الكبرى في كتاب التفسير، باب: سورة العلق، حديث (١١٦٨٥) (٦/ ٥١٨). كلهم من طريق عبد الرزاق فأخرجوا صدره. وأخرجه النسائي في الكبرى في كتاب التفسير، كتاب: ﴿ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾، حديث (١١٠٦١) (٦/ ٣٠٨) نحو رواية أحمد الأولى.
(٥) أخرجه الطبراني (٧/ ٢٦٨) (٦٩٢٢). قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٢٣): رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه معاذ بن محمَّد الهذلي، قال العقيلي: لا يتابع على رفع حديثه. ا هـ.