للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ربيناهم صغارًا فقتلتموهم كبارًا، فضحك عمر بن الخطاب حتى استلقى. رواه ابن أبي حاتم.

وقال ابن أبي حاتم (٥٤): حدثنا أبي حدثنا نصر بن علي، حدثتني غبطة بنت [عمرو]، [حدثتني عمتي، عن جدتها] [١]، عن عائشة قالت: جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله لتبايعه، فنظر إلى يدها فقال: "اذهبي فغيري يدك". فذهبت فغيرتهار [٢] [بحناء، ثم] [٣] جاءت فقال: "أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئًا". فبايعها وفي يدها سواران من ذهب، فقالت: ما تقول في هذين السوارين؟ فقال: "جمرتان من جمر جهنم".

فقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ﴾، أي: من جاءك منهن يبايع على هذه الشروط، فبايعها، ﴿عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيئًا وَلَا يَسْرِقْنَ﴾، أي: أموال الناس الأجانب، فأما إذا كان الزوج مقصرًا في نفقتها، فلها أن تأمل من ماله بالمعروف، ما جرت به عادة أمثالها، وإن كان بغير علمه، عملًا بحديث هند بنت عتبة أنها قالت: "يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني، فهل علي جناح إن أخذت من ماله بغير علمه؟ فقال رسول الله : "خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك" (٥٥). أخرجاه في الصحيحين.

وقوله: ﴿وَلَا يَزْنِينَ﴾، كقوله: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ وفي حديث سمرة (٥٦) ذكر عقوبة الزنا: بالعذاب الأليم في نار الجحيم.


(٥٤) - أخرجه أبو يعلى (٨/ ١٩٤ - ١٩٥) (٤٧٥٤) في طريق، نصر بن علي عن غبطة أم عمرو - عجوز من بني مجاشع عن عمتها عن جدتها عن عائشة به مطولًا. وعن طريقه المزي في تهذيب الكمال (٣٥/ ٢٤٥ - ٢٤٦). وأخرجه أبو داود (٤١٦١٥) من طريق بن مسلم إبراهيم عن غبطة فذكر طرفًا منه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ٤٠): رواه أبي يعلى وفيه من لم أعرفهن. ا هـ. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (٨٩٤).
(٥٥) - أخرجه البخاري في كتاب: البيوع، باب: من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم، حديث (٢٢١١) (٥/ ٤٠٤). وأطرافه في [٢٤٦٠، ٣٨٢٥، ٥٣٥٩، ٥٣٦٤، ٥٣٧٠، ٦٦٤١، ٧١٦١، ٧١٨٠]. ومسلم في كتاب: الأقضية، باب: قضية هند، حديث (٧ - ٩/ ١٧١٤) (١٢/ ١١ - ١٤).
(٥٦) - وهو حديث رؤيا النبي في آخر كتاب التعبير من صحيح البخاري، =