للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنصال، والدروع ونحوها. ﴿وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾، أي: في معايشهم كالسكة والفأس والقدوم، والمنشار، والإزميل، والمجرفة، والآلات التي يستعان بها في الحراثة والحياكة والطبخ والخبز، وما لا قوام للناس بدونه، وغير ذلك.

قال علباء بن أحمد عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: ثلاثة أشياء نزلت مع آدم: السندَان والكلْبتان والميقعة [١]، يعني المطرقة. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم (٦٣).

وقوله: ﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيبِ﴾، أي: من نيته في حمل السلاح نصرة اللَّه ورسله، ﴿إِنَّ اللَّهَ قَويٌّ عَزِيزٌ﴾، أي: هو قوي عزيز، ينصر من نصره [٢] من غير احتياج منه إلى الناس، وإنما شرع الجهاد ليبلو بعضكم ببعض [٣].

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (٢٦) ثُمَّ قَفَّينَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّينَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَينَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيهِمْ إلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَينَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (٢٧)

يخبر تعالى أنه منذ بعث نوحًا لم يرسل بعده رسولًا ولا نبيًّا إلا من ذريته، وكذلك إبراهيم خليل الرحمن، لم ينزل من السماء كتابًا، ولا أرسل رسولًا ولا أوحى إلى بشر من بعده إلا وهو من سلالته، كما قال في الآية الأخرى: ﴿وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ﴾، حتى كان آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى ابن مريم الذي بشر بعده بمحمد -صلوات اللَّه وسلامه عليهما- ولهذا قال تعالى: ﴿ثُمَّ قَفَّينَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّينَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَينَاهُ الْإِنْجِيلَ﴾، وهو الكتاب الذي أوحاه اللَّه إليه، ﴿وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ﴾ وهم الحواريون ﴿رَأْفَةً وَرَحْمَةً﴾، أي: رأفة


(٦٣) - تفسير الطبري (٢٧/ ٢٣٧).