للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمعاصي وغير ذلك، قال ممتنًا بذلك على بَريَّتِه [١]: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.

﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (٤٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٩) فِيهِمَا عَينَانِ تَجْرِيَانِ (٥٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥١) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (٥٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٣)

قال ابن شوذب [٢] وعطاء الخراساني: نزلت هذه الآية: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ في أبي بكر الصديق.

﴿وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مصفى، [حدثنا بقية] [٣]، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عطية بن قيس في قوله: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾: نزلت في الذي قال: أحرقوني بالنار لعلي أضل [٤] الله، قال: تاب يومًا وليلة بعد أن تكلم بهذا، فقبل الله منه، وأدخله الجنة (٢٠).

والصحيح أن هذه الآية عامة كما قاله ابن عباس وغيره، يقول تعالى: ولمن خاف مقامه بين يدي الله ﷿ يوم القيامة، ﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾، ولم يطغ ولا آثر الحياة الدنيا، وعلم أن الآخرة خير وأبقى، فأدى فرائض الله، واجتنب محارمه، فله يوم القيامة عند ربه جنتان، كما قال البخاري :

حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي، حدثنا أبو عمران الجَوْني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه: أن رسول الله، قال: "جَنَّتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم ﷿ إلا رداء الكبرياء على وجهه لي جنة عدن" (٢١).


(٢٠) - أبو بكر بن أبي مريم ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط. وبقية هو ابن الوليد وهو مدلس. ومحمد بن مصفى: صدوق له أوهام.
(٢١) - صحيح البخاري كتاب: التفسير، باب: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾، حديث (٤٨٧٨) (٨/ ٦٢٣ - ٦٢٤).