للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألا من مبلِّغٌ حسَّان عنِّي … مُغَلْغَلْةً تَدُبُّ إلى عُكاظِ

ألَيسَ أبُوكَ فِينَا كَانَ فينا [١] … إلى [٢] الْقَيِّنَاتِ فلا [٣] بي [٤] الحفَاظِ

يَمَانِيًّا يَظَلُّ يشب [٥] كِيرًا … ويَنْفُخُ دَائبًا لَهَبَ الشُّواظ

قال: صدقت، فما النحاس؟ قال: هو الدخان الذي لا لهب له. قال: فهل تعرفه العرب؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول:

يضيء كضوء سراج السليـ … ـطِ لم يجعل اللهُ فيه نحاسا

وقال مجاهد: النحاس: الصفر، يذاب فيصب على رءوسهم. وكذا قال قتادة. [وقال] [٦] الضحاك: ﴿وَنُحَاسٌ﴾: سيل من نحاس.

والمعنى على كل قول: لو ذهبتم هاربين يوم القيامة لردتكم الملائكة والزبانية بإرسال اللَّهب من النار والنحاس المذاب عليكم لترجعوا، ولهذا قال: ﴿فَلَا تَنْتَصِرَانِ (٣٥) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.

﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (٣٧) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٨) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (٣٩) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٠) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (٤١) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٢) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (٤٣) يَطُوفُونَ بَينَهَا وَبَينَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٥)

يقول: ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ﴾ يوم القيامة، كما دلت عليه هذه الآية مع ما شاكلها من الآيات الواردة في معناها؛ كقوله: ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾، وقوله: ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا﴾. وقوله: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾.

وقوله: ﴿فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾، أي: تذوب كما يذوب الدَّرْدي والفضة في


[١]- في ت: "قينا".
[٢]- في ت: "لدى".
[٣]- في ت: "فسلا".
[٤]- في ت: "في".
[٥]- في ت: "يشد".
[٦]- بياض في ز. وسقط من خ.