للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غناه عما سواه، وافتقار الخلائق إليه في جميع الآنات، وأنهم يسألونه بلسان حالهم وقالهم، وأنه كل يوم هو في شأن.

قال الأعمش عن مجاهد، عن عبيد بن عُمير: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ قال: من شأنه أن يجيب داعيًّا، أو [١] يعطي سائلًا أو يفك عانيًا، أو يشْفي سَقيمًا.

وقال ابن أبي نَجيح، عن مجاهد، قال: كل يوم هو يجيب داعيًا، ويكشف كربًا، ويجيب مضطرًا، ويغفر ذنبًا.

وقال قتادة: لا يستغني عنه أهل السماوات والأرض، يُحيي حَيًّا، ويميت ميتًا، ويربي صغيرًا، ويفك أسيرًا، وهو مُنتَهَى حاجات الصالحين وصريخهم، ومنتهى شكواهم.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا [٢] أبو اليمان الحمصي، حدثنا حريز [٣] بن عثمان، عن سويد بن جَبَلة -هو الفزاري- قال: إن ربكم كل يوم هو في شأن، فيعتق رقابًا، ويُعطي رغابًا، ويقحم عقابًا (٨).

وقال ابن جرير: حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو [٤] الغُزي [٥]، حدثني إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، حدثني عمرو بن بكر السكسكي، حدثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني، عن أبيه، عن مُنيب بن عبد الله بن مُنيت الأزدي، عن أبيه، قال: تلا رسول الله هذه الآية: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾، فقلنا: يا رسول الله، وما ذاك الشأن؟ قال: "أن يغفر ذنبًا، ويفرج كربًا، ويرفع قومًا، ويضع آخرين" (٩).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عمار، وسليمان بن أحمد الواسطي؛ قالا: حدثنا الوزير بن صَبيح الثقفي أبو روح الدمشقي - والسياق لهشام - قال: سمعت يونس [٦] ابن ميسرة بن حَلْبَس يحدث عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله


(٨) - عزاه السيوطي في الدر (٦/ ١٥٩) إلى عبد بن حميد.
(٩) - أخرجه الطبري (٢٧/ ١٣٥). وأخرجه البزار كما في مختصر ابن حجر (٢/ ١١١) (١٥١٦) من طريق عمرو، وقال: في الإسناد مجاهيل. قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٢٠): رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار، وفيه من لم أعرفهم.