للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال [السدي] [١]: عن أبي مالك، عن مسروق، عن عبد الله قال: المرجان: الخرز الأحمر. قال السدي: وهو البسَّذ [٢] بالفارسية.

وأما قوله: ﴿وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ [٣] حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾ فاللحم من كل من [٤] الأجاج والعذب، والحلية إنما هي من الملح دون العذب.

قال ابن عباس: ما سقطت قط قطرة من السماء في البحر، فوقعت في صدفة إلا صار منها لؤلؤة. وكذا قال عكرمة، وزاد: فإذا لم تقع في صَدَفة نبتت بها عَنْبَرة. ورُوي من غير وجه عن ابن عباس نحوه.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس؛ قال: إذا أمطرت السماء، فتحت الأصداف في البحر أفواهها، فما وقع فيها - يعني من قطر - فهو اللؤلؤ.

إسناده صحيح، ولما كان اتخاذ هذه الحلية نعمة على أهل الأرض، امتن بها عليهم فقال: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.

[وقوله: ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ﴾ يعني: السفن التي تجري في البحر، قال مجاهد: ما رفع قلعه من السفن فهي مُنْشأة، وما لم يرفع قلعه فليس بمنشأة. وقال قتادة: ﴿الْمُنْشَآتُ﴾: يعني المخلوقات. وقال غيره: المنشآت -بكسر الشين-: يعني البادئات.

﴿كَالْأَعْلَامِ﴾، أي: كالجبال في كبرها، وما فيها من المتاجر والمكاسب المنقولة من قطر إلى قطر، وإقليم إلى إقليم، مما فيه صلاح للناس في جَلْب ما يحتاجون إليه من سائر أنواع البضائع، ولهذا قال: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾] [٥].

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا العَرَارُ [٦] بن سُوَيد، عن عميرة بن سعد [٧] قال: كنت مع علي بن أبي طالب على شاطئ الفرات، إذ أقبلت سفينة مرفوع شراعها، فبسط عليٌّ يديه ثم قال: يقول الله ﷿: ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾. والذي أنشأها


[١]- في ز، خ: "ابن عياش".
[٢]- في ز: "الكسد". وفي خ: "الكسر".
[٣]- في ز: منه.
[٤]- سقط من خ.
[٥]- ما بين المعكوفين سقط من خ.
[٦]- في خ: الفزار.
[٧]- في ز: "سويد".