للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقوله: ﴿يَلْتَقِيَانِ﴾ قال ابن زيد: أي منعهما أن يلتقيا، بما جعل بينهما من البرزخ الحاجز الفاصل بينهما] [١].

والمراد بقوله: ﴿الْبَحْرَينِ﴾: الملح والحلو، فالحلو [٢] هذه الأنهار السارحة بين الناس. وقد قدمنا الكلام على ذلك في "سورة الفرقان" عند قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَينِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَينَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا﴾. وقد اختار ابن جرير هاهنا أن المراد بالبحرين: بحر السماء وبحر الأرض. وهو يروى [٣] عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وعطية، وابن أبزى.

قال ابن جرير: لأن اللؤلؤ يتولد من ماء السماء وأصداف بحر الأرض.

وهذا وإن كان هكذا ليس المراد ما ذهب إليه؛ فإنه لا يساعده اللفظ، فإنه تعالى قد قال: ﴿بَينَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾، أي: وجعل بينهما برزخًا، وهو: الحاجز من الأرض، لئلا يبغي هذا على هذا، [وهذا على هذا] [٤] فيُفسد كل واحد منهما الآخر، ويزيله عن صفته التي هي مقصودة منه. وما بين السماء والأرض لا يسمى برزخًا وحجرًا محجورًا.

وقوله: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾، أي: من مجموعهما، فإذا وُجدَ ذلك لأحدهما كفى، كما قال تعالى: ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾. والرسل إنما كانوا في الإِنس خاصة دون الجن، وقد صح هذا الإِطلاق.

واللؤلؤ [معروف] [٥]، وأما المرجان فقيل: هو] [٦] غار اللؤلؤ.

قاله مجاهد [وقتادة] [٧]، وأبو رزين والضحاك. وروي عن علي.

وقيل: كباره وجَيِّده. حكاه ابن جرير عن بعض السلف. ورواه ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس، وحكاه عن السدي، عمن حدثه، عن ابن عباس. وروى مثله عن علي، ومجاهد أيضًا، ومرة [٨] الهمداني.

وقيل: هو نوع من الجواهر أحمر اللون.


[١]- ما بين المعكوفين سقط من ز، خ.
[٢]- سقط من خ.
[٣]- في ت: "مروي".
[٤]- سقط من خ.
[٥]- في ز: "فردق".
[٦]- ما بين المعكوفين في خ: "ورق والمرجان يقبل هذا".
[٧]- سقط من ز، خ.
[٨]- بياض في ز. وفي خ: وقال.