للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال البخاري أيضًا (٧٧): حدثنا محمد بن رافع، حدثنا سُرَيج بن النعمان، حدثنا فُلَيح (ح) [١] وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا فُليح بن سليمان، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رسول الله خرج معتمرا، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل، ولا يحمل سلاحًا عليهم إلا سيوفًا، ولا يقيم بها إلا ما أحبوا. فاعتمر من العام المقبل، فدخلها كما كان صالحهم، فلما أن أقام بها ثلاثًا [٢] أمروه أن يخرج، فخرج.

وهو في صحيح مسلم أيضًا.

وقال البخاري أيضًا (٧٨): حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء؛ قال: اعتمر النبي في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يَدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم في أن يُقيم [٣] بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: "هذا ما قاضانا عليه محمد رسول الله". قالوا: لا نقر بهذا، ولو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئًا، ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال: "أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله". ثم قال لعلي بن أبي طالب: "امحُ رسول الله". قال: لا، والله لا أمحوك أبدًا؛ فأخذ رسول الله الكتاب، وليس يحسن يكتبُ، فكتب: "هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله: لا يُدْخِلُ مكة السلاحَ إلا السيف في القرَاب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع من أصحابه أحدًا إن أراد أن يقيم بها". فلما دخلها ومضى الأجل، أتوا عليًّا فقالوا: قل لصاحبك: اخرج عنا فقد مضى الأجل. فخرج النبي فتبعته ابنة حمزة تنادي: يا عمّ يا عمّ. فتناولها عليّ فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنةَ عمك. فحملتها [٤]، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال عليّ: أنا أخذتها وهي ابنة عمي. وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي. وقال زيد: ابنة أخي. فقضى بها النبي لخالتها، وقال: "الخالة بمنزلة الأم". وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك". وقال لجعفر: "أشبهت خَلقي وخُلُقي". وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا". قال علي: ألا تتزوج ابنة حمزة؟


(٧٧) - صحيح البخاري كتاب الصلح، باب: الصلح مع المشركين، حديث (٢٠٧١)، وفي المغازي، باب عمرة القضاء، حديث (٤٢٥٢) وأخرجه مسلم في الحج، حديث (١٢٢٧) من طريق سالم عن ابن عمر به.
(٧٨) - صحيح البخاري في المغازي، باب عمرة القضاء، حديث (٤٢٥١).