للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال [١]: حدثني سماك، عن عبد الله بن عباس قال: لما خرجت الحرورية اعتزلوا [٢]، فقلت لهم: إن رسول الله يوم الحديبية صالح المشركين، فقال لعليّ: "اكتب يا عليّ؛ هذا ما صالح عليه محمد رسول الله". قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك. فقال رسول الله: "امح يا علي؛ اللهم؛ إنك تعلم أني رسولك، امح يا عليّ واكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله". والله لرسول الله خير من علي، وقد محا نفسه، ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوة، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم.

ورواه أبو داود من حديث عكرمة بن عمار اليمامي، بنحوه.

وروي الإِمام أحمد (٦٨)، عن يحيى بن آدم: [حدثنا زهير] [٣] عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقْسم، عن ابن عباس ؛ قال: نحر رسول الله يوم الحديبية سبعين بدنة فيها جمل لأبي جهل، فلما صُدّت عن البيت حَنَّت كما تَحِنّ إلي أولادها.

﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (٢٧) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨)

كان رسول الله قد أُرِيَ في المنام أنه دخل مكة وطاف [] [٤] بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة، فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام، فلما وقع ما وقع من قضية الصلح، ورجعوا عامهم ذلك علي أن يعودوابن قابل، وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء، حتى سأل عمر بن الخطاب في ذلك، فقال له فيما قال: أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: "بلى، [] [٥] أفأخبرتك أنك تأتيه [٦] عامك هذا؟ ". قال: لا، قال: "فإنك آتيه ومُطَّوِّف به". وبهذا أجاب الصديق، ، أيضًا حَذْو [القُذَّة


(٦٨) - المسند (١/ ٣١٤) وقد حسن إسناده العلامة أحمد شاكر في تعليقه علي المسند.