للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن الشعبي أن أول من بايع رسول الله بيعة الرضوان أبو سنَان الأسدي. وقال أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي (٢٩): حدثنا سفيان، حدثنا ابن أبي خالد، عن الشعبي؛ قال: لما دعا رسول الله الناس إلى البيعة، كان أول من انتهى إليه أبو سنان، فقال: ابسط يدك أبايعك. فقال النبي : "علام تبايعني؟ ". فقال أبو سنان: على ما في نفسك. هذا أبو سنان وَهبُ الأسدي، .

وقال البخاري (٣٠): حدثنا. شجاع بن الوليد، سمع النضر [١] بن محمد، حدثنا صخر [٢]، عن نافع؛ قال: أن الناس يتحدثون أن ابن عُمَر أسلم قبل عُمَر، وليس كذلك، ولكن عمر يوم الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار أن يأتي به ليقاتل عليه، ورسول الله يبايع عند الشجرة، وعمر لا يدري بذلك، فبايعه عبد الله، ثم ذهب إلى الفرس فجاء به إلى عمر، وعمر يستلئم [٣] للقتال، فأخبره أن رسول الله يُبايع تحت الشجرة، فانطلق فذهب معه حتى بايع رسولَ الله ، وهي التي يتحدث الناس أن ابن عمر أسلم قبل عمر.

ثم قال البخاري (٣١): وقال هشام بن عمار: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عُمَر بن محمد العُمَري، أخبرني نافع، عن ابن عمر؛ أن الناس كانوا مع رسول الله [يوم الحديبية] [٤] قد تفرقوا في ظلال الشجر، فإذا الناس مُحدقونَ [٥] بالنبي فقال -يعني عمر-: يا عبد الله؛ انظر ما شأن الناس قد أحدقوا برسول الله . فوجدهم يبايعون، فبايع ثم رجع إلى عمر فخرج فبايع.

وقد أسنده البيهقي عن أبي [٦] عمرو الأديب، عن أبي بكر الإِسماعيلي، عن الحسن بن سفيان، عن دحيم: حدثني الوليد بن مسلم، فذكره.


(٢٩) - أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٤/ ١٣٧) بسنده إلى الحميدي به.
(٣٠) - صحيح البخاري في المغازي، كتاب: غزوة الحديبية (٤١٨٦).
(٣١) - صحيح البخاري في المغازي، باب: غروة الحديبية حديث (٤١٨٧) قال الحافظ في الفتح: كذا وقع بصيغة التعليق، وفي بعض النسخ "قال لي" وقد وصله الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان عن دحيم وهو ابن عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم بالإسناد المذكور.