للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شَدِيدٌ (٢٦) وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (٢٧) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (٢٨)

يقول تعالى ممتنًّا على عباده بقبول توبتهم إليه إذا تابوا ورجعوا إليه: إنه من كرمه وحلمه أنه يعفو ويصفح ويستر ويغفو، كقوله: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ وقد ثبت في صحيح مسلم حيث قال (٣٦):

حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حرب قالا: حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك - وهو عمه - قال: قال رسول الله : "لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو [١] بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم، أنت عبدي وأنا ربك - أخطأ من شدة الفرح".

وقد ثبت أيضًا في الصحيح من رواية عبد الله بن مسعود نحوه (٣٧).

وقال عبد الرزاق (٣٨)، عن معمر، عن الزهري في قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾: إن أبا هريرة قال: قال رسول الله : "لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته في المكان الذي يخاف أن يقتله العطش فيه".

وقال همام بن الحارث: سُئل ابن مسعود عن الرجل يفجر بالمرأة ثم يتزوجها؟ قال: لا بأس به، وقرأ: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾ الآية. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم من حديث شَريك القاضي، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن همام،


(٣٦) - أخرجه مسلم في كتاب التوبة من صحيحه، حديث رقم (٢٧٤٧).
(٣٧) - أخرجه مسلم في كتاب التوبة من صحيحه، حديث رقم (٢٧٤٤). وفي الباب عن أبي هريرة، والنعمان بن بشير، والبراء بن عازب، وكلها في صحيح الإمام مسلم، انظر كتاب التوبة باب في الحض على التوبة والفرح بها.
(٣٨) - أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٩١، وهو في صحيح مسلم حديثًا رقم (٢٦٧٥) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة فذكره، وانظر المصدر السابق.