للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآية: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْرًا إلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾، قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم؟ قال: "فاطمة وولدها ".

وهذا إسناد ضعيف فيه مبهم لا يعرف عن شيخ شيعي متحرق، وهو حسين الأشقر، ولا يقبل خبره في هذا المحل. وذكْرُ نزول هذه الآية في المدينة بعيد، فإنها مكية ولم يكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية، فإنها لم تتزوج بعلي إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة.

والحق تفسير الآية بما فسرها به الإِمام حَبْرٌ الأمة، وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس، كما رواه عنه البخاري، ولا تنكر الوَصاةُ بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامُهم، فإنهم من ذُرّية طاهرة، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض، فخرًا وحسبًا ونسبًا، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم، كالعباس وبنيه، وعليّ وأهل بيته وذويه [١]، أجمعين.

وفي الصحيح [٢] (٢٦): أن رسول الله قال في خطبته بغدير خم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض".

وقال الإِمام أحمد (٢٧): حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد


(٢٦) - أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، كتاب: من فضائل علي بن أبي طالب حديث رقم (٣٤٠٨) من مسند زيد بن أرقم بنحو السياق التي ذكرها المصنف وليس بلفظه، ولهذا الحديث شواهد كثيرة. انظرها في الصحيحة (٤/ ٣٥٥، ٣٦١)، وسيأتي تخرجه مفصلًا عندما يذكر المصنف طرقه بعد قليل.
(٢٧) - هذا الحديث ضعيف مداره على يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف وقد اختلط بأخرة، وقد اضطرب في هذا الحديث، فتارة يجعله من مسند العباس، وتارة يجعله من مسند عبد المطلب بن ربيعة، وفي بعض الطرق سماه المطلب بن ربيعة. أخرجه أحمد ١/ ٢٠٧، ٤/ ١٦٥، وفي الفضائل (١٧٥٧)، والترمذي في المناقب حديث رقم (٣٧٠٨)، والنسائي في المناقب من الكبرى حديث رقم (٨١٧٦)، والبزار (٣١٦)، والحاكم (٣/ ٣٣٢)، والخطيب في تاريخه (٣/ ٣٨٦) من طرق عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث به. قال البزار: لا نعلم رواه إلا يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث وللحديث طريق أخرى عند ابن ماجه في المقدمة برقم (١٤٠) من طريق محمد بن كعب القرظي عن العباس، وهذا الإِسناد ضعيف لانقطاعه، فإن محمد بن كعب لم يدرك العباس بن عبد المطلب كما يعلم من تاريخ وفاتهما، وله طريق أخرى من مرسل أبي الضحى وهو مسلم بن صبيح قال: قال العباس لرسول الله … فذكره مرسلًا. أخرجه أحمد في الفضائل (١٧٥٦)، وقد وصله الطبراني في الكبير (١١/ ٤٣٣) (١٢٢٢٨)، والخطيب في تاريخه (٥/ ٣١٦، ٣١٧) عن أبي الضحى عن عبد الله بن عباس، عن العباس … فذكره. وإسناده ضعيف. ووصله الخطيب من وجه آخر عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة وضعفه أيضًا، فالحاصل أن هذا الحديث ورد بأسانيد هذا حالها وهي بينة الضعف، والله أعلم.