للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالحَزْوَرَة [١] في سوق مكة: "واللَّه إنك لخير أرض الله وأحب أرض اللَّه إلى اللَّه، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت". وهكذا رواه [٢] الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، من حديث الزهري، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وقوله: ﴿وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ﴾، وهو يوم القيامة، يجمع اللَّه الأولين والآخرين في صعيد واحد.

وقوله: ﴿لَا رَيبَ فِيهِ﴾ أي: لا شك في وقوعه وأنه كائن لا محالة.

وقوله: ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾، كقوله: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾ أي: يغبن [٣] أهل الجنة أهل النار وكقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (١٠٣) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إلا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (١٠٤) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾.

قال الإِمام أحمد (٧): حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليث، حدثني أبو قَبيل [٤]


= والنسائي في الكبرى (٤٢٥٤)، والبزار ٢/ ٤٠ (١١٥٦ - كشف) - عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. فجعله من مسند أبي هريرة. وهذه الرواية وهمٌ. قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري إلا معمر ا هـ. يعني بهدا الإسناد، قال الحافظ في الإصابة (٦/ ١٦٣): اختلف على الزهري فيه، فقال الأكثر: عن أبي سلمة عن عبد اللَّه بن عدي بن الحمراء، وقال معمر: عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ومرة أرسله، وقال ابن أخي الزهري: عن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد اللَّه بن عدي. والمحفوظ الأول. قال البغوي لا أعلم له غيره. ا هـ. وثمَّ خلافٌ آخر على الزهري في هذا الحديث انظره في علل ابن أبي حاتم (١/ ٢٨٢) ورواه البزار برقم (١١٥٧ - كشف) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وهذه الرواية أيها وهمٌ. فقد تفرد بها محمد بن عمرو، قال الترمذي: وحديث الزهري عن أبي سلمة عن عبد اللَّه بن عدي، أصح. وقال إلى أبي حاتم، وأبو زرعة كما في العلل (١/ ٢٨٠) عن حديث محمد بن عمرو: هذا خطأ، وهم فيه محمد بن عمرو، ورواه الزهري عن أبي سلمة عن عبد اللَّه بن عدي وهو الصحيح. ا هـ.
(٧) - المسند (٢/ ١٦٧)، وأخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (٢٦٣)، والترمذي في القدر (٢١٤١)، والنسائي في التفسير من الكبرى (١١٤٧٣)، والطبري في التفسير (٢٥/ ٧)، وابن أبي عاصم في السنة (٣٤٨)، وابن وهب في القدر (١٣) والفريابي في القدر (٤٥ - ٤٦)، وأبو نعيم في الحلية ١٦٨/ ٥ - ١٦٩، والبغوي في التفسير من طرق عن أبي قبيل عن شُفى عن عبد اللَّه بن عمرو به، وهذا الإسناد جيد قوي. أبو قبيل وثقه غير واحد. وقال الحافظ: صدوق يهم. وشفى: تابعي جليل، وترجم له بعضهم في كتب الصحابة. وللعلامة أحمد شاكر كلام نفيس على توجيه معنى هذا الحديث، فانظره في تحقيقه لهذا الحديث على مسند أحمد. والحديث أخرجه البغوي في تفسيره (٤/ ١٢٠) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن عمرو عن النبي، .