يقول تعالى: وكما أوحينا إلى الأنبياء قبلك، ﴿أَوْحَينَا إِلَيكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ أي: واضحًا جليًّا بينًا، ﴿لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى﴾ وهي مكة ﴿وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ أي: من سائر البلاد شرقًا وغربًا. وسُمّيت مكة "أمّ القرى"؛ لأنها أشرف من سائر [١] البلاد، لأدلة كثيرة مذكورة في مواضعها. ومن أوجز ذلك وأدله ما قال الإِمام أحمد (٦):
حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد اللَّه بن عبديّ بن الحمراء الزهري أخبره، أنه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول وهو واقف
(٦) - المسند (٤/ ٣٠٥)، وأخرجه عبد بن حميد (٤٩١)، والدارمي (٢٥١٣)، والترمذي في المناقب، باب: فضل مكة (٣٩٢٥)، والنسائي في الكبرى: كتاب الحج، باب: فضل مكة (٤٢٥٢ - ٤٢٥٣)، وابن ماجه في المناسك، باب فضل مكة (٣١٠٨)، وابن حبان (٣٧٠٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦٢١)، والفسوي في التاريخ (١/ ٢٤٤)، والحاكم (٣/ ٤٣١)، وابن الأثير في أسد الغابة (٣/ ٣٣٦)، وابن حزم في المحلى (٧/ ٢٨٩)، والمزى في تهذيب الكمال (١٥/ ٢٩١)، من طرق عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد اللَّه بن عدي به. ورواه ابن أخي الزهري عند الحاكم (٣/ ٢٨٠) عن الزهري عن محمد بن جبير -بدلًا من أبي سلمة- عن عبد اللَّه بن عدي فذكره، وابن أخي الزهري روايته ضعيفة في الزهري انظر شرح العلل ص ٢٦٧ - ٢٦٨. ورواه عبد الرزاق عن معمر- عند أحمد (٤/ ٣٠٥) =