للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عامر بن عبد الله بن لُحَيّ، [١] عن أبي أمامة.

ورواه الطبراني، عن عُتبَة بن عَبْدٍ السُّلَميّ: "ثم يشفع كل ألف في سبعين ألفًا".

وروى مثله عن ثوبان وأبي سعيد الأنماري [٢]. وله شواهد من وجوه كثيرة.

وقوله: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَال لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾: لم يذكر الجواب هاهنا، وتقديره: حتَّى إذا جاءوها، وكانت هذه الأمور من فتح الأبواب لهم إكرامًا وتعظيمًا، وتلقتهم الملائكة الخَزَنة بالبشارة والسلام والثناء، لا كما تلقى الزبانيةُ الكفرة بالتثريب [٣] والتأنيب، فتقديره: إذا كان هذا، سَعدوا وطابوا، وسُرّوا وفرحوا، بقَدْر كل ما يكون لهم فيه نعيم. وإذا حذف الجواب هاهنا ذهب الذهن كلّ مذهب في الرجاء والأمل.

ومن زعم أن "الواو" في قوله: " ﴿وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ واو الثمانية واستدل به على أن أَبواب الجنَّة ثمانية، فقد أبعد النجعة، وأغرق في النزع. وإنَّما يستفاد كون أَبواب الجنَّة ثمانية من الأحاديث الصحيحة:

قال الإِمام أحمد (٥٨): حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزُّهْريّ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من أنفق زوجين [من ماله] [٤] في سبيل الله، دُعِي من أَبواب الجنَّة، وللجنة أَبواب، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دُعِي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الرَّيَّان". فقال أَبو بكر - رضي الله تعالى عنه -: يا رسول الله، ما عَلى أحد من ضرورة دُعي من أيها دُعي فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم". رواه البخاري ومسلم من حديث الزهري بنحوه.

وفيهما (٥٩) من حديث أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد أن رسول الله قال: "إن في الجنَّة ثمانية أَبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلَّا الصائمون".


(٥٨) - المسند (٢/ ٤٤٩)، وأخرجه البخاري في الصوم، باب الريان للصائمين، حديث (١٨٩٧)، وأطرافه في (٢٨٤١، ٣٢١٦، ٣٦٦٦)، ومسلم في الزكاة، حديث (١٠٢٧).
(٥٩) - أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب صفة أَبواب الجنَّة حديث (٣٢٥٧) عن أبي حازم، عن سهل به، وأخرجه مسلم في الصيام حديث (١١٥٢) من حديث أبي حازم، عن سهل بن سعد به بنحوه.