للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إلا قَلِيلًا﴾ وقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ﴾.

قال الإمام أحمد (٤٨): حدَّثنا محمَّد بن جعفر، حدَّثنا شعبة، عن النُّعمان بن سالم؛ قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عُروة بن مسعود؛ قال: سمعت رجلًا قال لعبد الله بن عمرو: إنك تقول: الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟ قال: لقد هممت أن لا أحدثكم شيئًا، إنَّما قلت: سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا. ثم قال عبد الله بن عمرو: قال رسول الله : "يخرج الدجال في أمتي، فيمكث فيهم أربعين -لا أدري أربعين يومًا أو أربعين عامًا أو أربعين شهرًا أو أربعين ليلة- فيبعث الله عيسى ابن مريم، كأنه عروة بن مسعود الثقفي، فيظهر فيهلكه الله، ثم يلبث النَّاس بعده سنين سبعًا ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام، فلا يبقي أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلَّا قبضته، حتى [لو أن أحدهم كان] [١] في كبد جَبَل لدخلت عليه". قال: سمعتها من رسول الله ، "ويبقى شرار النَّاس في خفة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا، ولا ينكرون منكرًا. قال: فيتمثل لهم الشَّيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دَارَّة أرزاقهم، حسن عيشهم. ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلَّا أصغى له [٢]، وأول من يسمعه رجل يَلُوط حوضه، فيصعق. ثم لا يبقى أحد إلَّا صُعق. ثم يرسل الله -أو: ينزل الله- مطرًا كأنه الطل -أو: الظل، شك نعمان- فتنبت منه أجساد النَّاس ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾، ثم يقال: يا أيها الناس؛ هلموا إلى ربكم: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾، قال: ثم يقال: أخرجوا بَعْثَ النَّار. قال: فيقال: كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين [٣]. فيومئذ تبعث الولدان شيبًا، ويومئذ يكشف عن ساق".

تفرد بإخراجه مسلم في صحيحه.

وقال البُخاريّ (٤٩): حدَّثنا عمر بن حفص بن غياث، حدَّثنا أبي، حدَّثنا الأعمش؛ قال: سمعت أبا صالح؛ قال [٤]: سمعت أبا هريرة عن النَّبيِّ ؛ قال: "بين


(٤٨) - المسند (٢/ ١٦٦) (٦٥٥٥) - وأخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة حديث (٢٩٤٠)، والنَّسائيُّ في الكبرى (٦/ ٥٠١) (١١٦٢٩) من طريق شعبة به.
(٤٩) - صحيح البُخاريّ في التفسير، باب (ونفخ في الصور … ) الحديث (٤٨١٤)، وطرفه في (٤٩٣٥)، وأخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٥٥) والنَّسائيُّ في الكبرى (١١٤٥٩)، وفي التفسير (٤٧٩) من حديث الأعمش به.