للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلام: أنت قتلته، كان ألين [لنا منك] [١] وأشد حياء. فآذوه من ذلك، فأمر الله الملائكة فحملته، فمروا به على مجالس بني إسرائيل، فتكلمت بموته، فما عرف موضع قبره إلا الرخم، وإن الله جعله أصم أبكم.

وهكذا رواه ابن جرير (٣٠١)، عن علي بن موسى الطوسي، عن عباد بن العوام، به.

ثم قال: وجائز أن يكون هذا هو المراد بالأذى، وجائز أن يكون الأول هو المراد، فلا قول أولى من قول الله ﷿.

قلت: يحتمل أن يكون الكل مرادًا، وأن يكون معه غيره، والله أعلم.

قال الإمام أحمد (٣٠٢): حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال: قسم رسول الله ذات يوم قسمًا، فقال رجل من الأنصار: إن هذه لقسمة [٢] ما أريد بها وجه الله. قال: فقلت: يا عدو الله، أما لأخبرن رسول الله بما قلت. قال: فذكر ذلك [٣] للنبي فاحمرّ وجهُه، ثم قال: "رحمة الله على موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر".

أخرجاه في الصحيحين من حديث سليمان بن مهران الأعمش، به.

(طريق أخرى) قال الإمام أحمد (٣٠٣): حدثنا حجاج، سمعت إسرائيل بن يونس، عن الوليد بن أبي هاشم -مولى الهمداني- عن زيد بن أبي زائد، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله لأصحابه: "لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئًا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا [٤] [سليم الصدر] [٥]، فأتى رسول الله مال [٦] فقسمه، قال: فمررت برجلين وأحدهما يقول لصاحبه: والله ما أراد محمد بقسمته وجه الله ولا الدار الآخرة. قال: فَتَثبّتُّ حتى سمعتُ ما قالا، ثم أتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله، إنك قلت لنا: "لا يبلغني أحد [٧] في أصحابي شيئًا"، وإني مررت بفلان وفلان، وهما يقولان كذا وكذا. فاحمرّ وجهُ رسول الله


(٣٠١) تفسير الطبري (٢٢/ ٣٧).
(٣٠٢) المسند (١/ ٣٨٠)، وصحيح البخاري برقم (٣٤٠٥)، وصحيح مسلم برقم (١٠٦٢).
(٣٠٣) المسند (١/ ٣٩٥).