للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنصار، أتريدون أن تقولوا لربنا إذا لقيناه: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَينِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا [١]﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (٦٩)

قال البخاري عند تفسير هذه الآية (٢٩٦): حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا عوف، عن الحسن ومحمد [٢] وخلاس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن موسى كان رجلًا حَييًّا، وذلك قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ ".

هكذا أورد هذا الحديث هاهنا مختصرًا جدًّا، وقد رواه في أحاديث"الأنبياء" بهذا السند بعينه (٢٩٧)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن موسى كان رجلا حييًّا ستيرًا، لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاهُ من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يتستر هذا التستر إلا من عيب بجلده، إما برص وإما أدْرَة (*) وإما آفة". وإن الله ﷿ أراد أن يبرّئه مما قالوا لموسى ، فخلا يومًا وحده، فخلع ثيابه على حجر. ثم اغتسل، فلمّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حَجَرُ، ثوبي حَجرُ، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عريانًا أحسن ما خلق الله ﷿ وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر، فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فوالله إن بالحجر لَنَدبًا (**) من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا- قال: فذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾.

وهذا سياق حسن مطول. وهذا الحديث من أفراد البخاري دون مسلم.

وقال الإمام أحمد (٢٩٨): حدثنا روح، حدثنا عوف، عن الحسن، عن النبي صلى اللَّه عليه


(٢٩٦) صحيح البخاري برقم (٤٧٩٩).
(٢٩٧) صحيح البخاري برقم (٣٤٠٤).
(*) - الأدرة: انتفاخ كيس الصفن من سائل يتجمع فيه.
(**) - النَّدَب: أثر الجرح. والمقصود أثر العصا.
(٢٩٨) السند (٢/ ١٥٤).