للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي قال: قال رسول الله : "من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ". قالوا: يا رسول الله؛ وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمْتَ؟ -يعني: وقد بليت- قال: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".

ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث حسين بن علي الجعفي. وقد صحح هذا الحديث ابن خزيمة، وابن حبان، والدارقطني، والنووي في "الأذكار".

(حديث آخر) قال أبو عبد الله بن ماجة (٢٦٢): حدثنا عمرو بن سوّاد المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد [١]- بن أبي هلال، عن زيد بن أبيمن، عن عبادة بن نُسي، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : "أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإنه مشهود تشهده الملائكة. وإن أحدًا لن يصلي عليَّ إلا عرضت [عَلَيّ صلاته] [٢] حتى يفرغ منها". قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: " [وبعد الموت] [٣]. إن الله حرم علي الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" [فنبي الله حي يرزق] [٤]. هذا حديث غريب [٥] من هذا الوجه وفيه انقطاع بين عبادة بن نسيّ وأبي الدرداء فإنه لم يدركه، واللَّه أعلم.

وقد روي البيهقي (٢٦٣) من حديث أبي أمامة وابن مسعود، عن النبي في الأمر بالإِكثار من الصلاة عليه ليلة الجمعة ويوم الجمعة، ولكن في إسنادهما ضعف، واللَّه أعلم.

ورُوي مرسلًا عن الحسن البصري فقال إسماعيل القاضي (٢٦٤): حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا جرير بن حازم، سمعت الحسنَ -هو البصري- يقول: قال رسول الله : "لا تأكل الأرض جسدَ من كَلَّمهُ روحُ القدس". مرسل حسن.

وقال الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا صفوان بن سليم أن النبي صلي الله عليه


(٢٦٢) سنن ابن ماجة برقم (١٦٣٧). وفيه أيضًا انقطاعًا آخر بين زيد وعبادة، قاله البخاري.
(٢٦٣) السنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٢٤٩) من حديث أبي أمامة، ، ولم أجده عنده من حديث أبي مسعود وإنما هو من حديث أنس، .
(٢٦٤) فضل الصلاة على النبي- برقم (٢٣).