للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله ، بنحوه.

وقال الإمام أحمد (٢٣): حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري في قوله تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله، عن النبي، ، كان يقول: "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيما رجل مات وترك دينًا فإني، ومن ترك مالًا فلورثته". ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل به نحوه.

وقوله: ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾، أي: في الحرمة والاحترام، والإكرام والتوقير والإعظام، ولكن لا تجوز الخلوة بهن، ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع، وإن سمى بعض العلماء بناتهن أخوات المؤمنين، كما هو منصوص الشافعي في "المختصر"، وهو من باب إطلاق العبارة لا إثبات الحكم. وهل يقال لمعاوية وأمثاله: خال المؤمنين؟ فيه قولان للعلماء، ونص الشافعي على أنه يقال ذلك. وهل يقال لهن: أمهات المؤمنات [١]، فيدخل النساء في جمع المذكر السالم تغليبًا؟ فيه قولان، صح عن عائشة أنها [٢] قالت: لا يقال ذلك. وهذا أصح الوجهين في مذهب الشافعي .

وقد روي عن أبي بن كعب، وابن عباس أنهما قرأا: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم". وروى نحو هذا عن معاوية، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، وهو أحد الوجهين في مذهب الشافعي. حكاه البغوي وغيره. واستأنسوا عليه بالحديث الذي رواه أبو داود (٢٤):

حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، حدثنا ابن المبارك، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله، : "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعَلّمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ولا يستطب بيمينه"، وكان يأمر بثلاثة أحجار وينهى عن الروث والرّمّة.

وأخرجه النسائي وابن ماجة من حديث ابن عجلان.

الوجه الثاني أنه لا يقال ذلك، واحتجوا بقوله: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ


(٢٣) - المسند (٣/ ٢٩٦)، وعنه أبو داود في الخراج والإمارة والفيء، حديث (٢٩٥٣)، وأخرجه أبو داود في البيوع والإجارات، باب: في التشديد في الدين، حديث (٣٣٤٣) والنسائي في الجنائز، باب: الصلاة على من عليه دين (٤/ ٦٥) من طريق عبد الرزاق به.
(٢٤) - سنن أبي داود في الطهارة، باب: كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، حديث (٨)، والنسائي في الطهارة، باب: النهي عن الاستطابة بالروث (١/ ٣٨)، وابن ماجه في الطهارة باب: الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث والرمة، حديث (٣١٣) من طريق ابن عجلان به.