الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب، كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب. فيقول: لك ذلك، ومثله، ومثله، ومثله، ومثله، فقال في الخامسة: رضيت رب [١]. فيقول: هذا لك وعشرةُ أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولَذت عينك. فيقول: رضيت رب. قال: رب، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أرَدتُ، غَرَسْتُ كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر، قال: ومصداقه من كتاب الله: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
ورواه الترمذي عن ابن أبي عمر، وقال: حسن صحيح، قال: ورواه بعضهم عن الشعبي، عن المغيرة ولم يرفعه، والمرفوع أصح.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا جعفر [٢] بن منير المدائني، حدثنا أبو بدر [٣] شجاعُ بن الوليد، حدثنا زياد بن [٤] خيثمة، عن محمد بن جُحَادة، عن عامر [٥] بن عبد الواحد قال: بلغني أن الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين سنة، ثم [٦] يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه، فتقول له: قد أنى [٧] لك أن يكون لنا منك نصيب؟ فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد. فيمكث معها سبعين سنة، ثم [٨] يلتفت فإذا هو بأمرأة أحسن مما كان فيه، [فتقول له][٩]: قد أنى لك أن يكون لنا [١٠]، منك نصيب، فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا التي [١١] قال الله: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾.
وقال ابن لهيعة: حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جُبَير قال: تدخل عليهم الملائكة في مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات، معهم التحف من الله من جنات عدن ما ليس في جناتهم، وذلك قوله: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾، ويخبرُون أن الله عنهم راضٍ.
وقال ابن جرير (٢٢): حدثنا سهل بن موسى الرازي، حدثنا الوليد بن مسلم، عن صفوان