للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقرضون الدراهم (١١).

يعني أنهم كانوا يأخذون منها [١]، وكأنهم كانوا يتعاملون بها عددًا، كما كان العرب يتعاملون.

و [٢] قال الإمام مالك: عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه قال: قطع الذهب والورق من الفساد في الأرض (١٢).

وفي الحديث الذي رواه أبو داود وغيره أن رسول الله، ، نهى عن كسر سِكَّةِ المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس (١٣).

والغرض أن هؤلاء الكفرة الفسقة، كان من صفاتهم الإِفساد في الأرض بكل طريق يقدرون عليها، فمنها ما ذكره هؤلاء الأئمة، وغير ذلك.

وقوله: ﴿قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ﴾ أي: تحالفوا وتبايعوا على قتل نبي الله صالح من لقيه ليلًا غيلة، فكادهم الله، وجعل الدائرة عليهم.

قال مجاهد: ﴿تَقَاسَمُوا﴾ [تحالفوا] [٣] على هلاكه، فلم يصلوا إليه حتى هلكوا وقومهم أجمعين.

وقال قتادة: توافقوا على أن يأخذوه ليلًا فيقتلوه، وذكر لنا أنهم بينما هم مَعَانيق إلى صالح ليفتكوا به، إذ بعث الله عليهم صخرة فأهمدتهم.

وقال العوفي: عن ابن عباس: هم الذين عقروا الناقة قالوا حين عقروها: نُبَيّت صالحًا وقومه فنقتلهم، ثم نقول لأولياء صالح: ما شهدنا من هذا شيئًا، وما لنا به علم؛ فدمرهم الله أجمعين.

وقال محمد بن إسحاق: قال هؤلاء التسعة بعد ما عقروا الناقة: هَلُم فلنقتل صالحًا، فإن كان صادقًا عجلناه قبلنا، وإن كان كاذبًا كنا قد ألحقناه بناقته! فأتوه ليلًا ليبيتوه في أهله، فدمغتهم الملائكة بالحجارة، فلما أبطئوا على أصحابهم، أتوا مَنْزل صالح، فوجدوهم منشدخين قد رضخوا بالحجارة، فقالوا لصالح: أنت قتلتهم؟ ثم هموا به، فقامت عشيرته دونه،


(١١) تفسير عبد الرزاق (٢/ ٧٠).
(١٢) الموطا (٢/ ٦٣٥) (١٣٢٢).
(١٣) سنن أبي داود، كتاب البيوع، باب: كسر الدراهم حديث (٣٤٤٩). وابن ماجه في التجارات (٢٢٦٣).