للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن جريج: بلقيس بنت ذي شرخ، وأمها بلتقة.

وقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا عليّ بن الحسين، حدَّثنا مسدد، حدَّثنا سفيان -يعني ابن عيينة- عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس؛ قال: [كان مع] [١] صاحبة سليمان ألفُ قَيْل، تحت كل قيل مائة ألف.

وقال الأعمَش، عن مجاهد: كان تحت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيل، تحت كل قَيل: مائة ألف مقاتل.

وقال عبد الرزاق: أنبأنا محمر، عن قَتَادة، في قوله: ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾، كانت من بيت مملكة، وكان أولو مشورتها ثلاثمائة واثني [٢] عشر رجلًا، كل رجل منهم على عشرة آلاف رجل. وكانت بأرض يقال لها: مأرب، على ثلاثة أميال من صنعاء. وهذا القول هو أقرب على أنَّه كثير على مملكة [٣] اليمن، والله أعلم.

وقوله: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيءٍ﴾، أي: من متاع الدنيا ما يحتاج إليه الملك المتمكن، ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾، يعني: سرير تجلس عليه عظيم هائل مزخرف بالذهب، وأنواع الجواهر واللآلئ.

قال زهير بن محمد: كان من ذهب صفحتاه مرمولة [٤] بالياقوت والزبرجد [طوله ثمانون ذراعًا، وعرضه أربعون ذراعًا.

وقال محمد بن إسحاق: كان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد] [٥] واللؤلؤ، وكان إنما يخدمها [٦] النساء، لها ستمائة امرأة [تليها للخدمة] [٧].

قال علماء التاريخ: وكان هذا السرير في قصر عظيم مشيد رفيع البناء محكم، كان فيه ثلاثمائة وستون طاقة من شرقه ومثلها من غربه، قد وضع بناؤه على أن تدخل الشمس كل يوم من طاقة، وتغرب من مقابلتها، فيسجدون لها صباحًا ومساء، ولهذا قال: ﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ﴾ أي: عن طريق الحق، ﴿فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾.

وقوله: ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ﴾ [معناه: ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ


[١]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ، ز.
[٢]- في ز، خ: "اثنا".
[٣]- في ت: "مملكته".
[٤]- في ت: "مرمرل".
[٥]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ، ز.
[٦]- في خ، ز: "يحدثها".
[٧]- في ت: "تلي الخدمة".