قال أحمد بن عبد الجبار: بلغني أن ابن إسحاق إنما سمعه من عبد الغفار بن القاسم [١] أبي مريم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث. وقد رواه أبو جعفر بن جرير، عن ابن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب - فذكر مثله.
وزاد بعد قوله: "إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة" -: "وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني [٢] على هذا الأمر على أن يكون أخي، وكذا وكذا؟ " قال: فأحجم القوم عنها جميعًا، وقلت - وإني [٣] لأحدثهم سنًّا وأرمصهم (٥) عينًا، وأعظمهم بطنًا [٤]، وأحمشهم (*)[٥] ساقًا -: أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه. فأخذ يرقُبني، ثم قال: "إن هذا أخي وكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا". قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع! (٢٦)
تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم [أبو][٦] مريم، وهو متروك كذاب شيعي، اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعفه الأئمة ﵏.
(طريق أخرى) قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث قال: قال عليّ ﵁: لما نزلت هذه الآية: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾، قال لي رسول الله ﷺ: "اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام وإناء لبنًا". قال: ففعلت، ثم قال: "ادع بني هاشم". قال: فدعوتهم وإنهم يومئذ لأربعون غير رجل -أو: أربعون ورجل- قال: وفيهم عشرة كلهم يأكل الجذعَة بإدامها. قال: فلما أتوا بالقصعة أخذ رسول الله ﷺ من ذروَتها ثم قال: "كلوا". فأكلوا حتى شبعوا، وهي على هيئتها لم يرزءوا منها إلا يسيرًا، قال: ثم أتيتهم بالإِناء فشربوا حتى رَوُوا. قال: وفَضَل فضْلٌ، فلما فرغوا أراد رسول الله ﷺ أن يتكلم