للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليم] [١] يقابلونه [٢]، ويأتون بنظير ما جاء به، فتغلبه أنت وتكون لك النصرة والتأييد. فأجابهم إلى ذلك وكان هذا من تسخير الله تعالى لهم في ذلك، ليجتمع الناس في صعيد واحد، ولتظهر آيات الله وحججه وبراهينه على الناس في النهار جهرة.

﴿فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٣٨) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (٣٩) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (٤٠) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (٤١) قَال نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٢) قَال لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (٤٣) فَأَلْقَوْا حِبَالهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (٤٤) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (٤٥) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (٤٦) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالمِينَ (٤٧) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (٤٨)

ذكر تعالى هذه المناظره العقلية [٣] بين موسى والقبط في "سورة الأعراف" وفي "سورة طه"، وفي هذه السورة، وذلك أن القبط أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. وهذا شأن الكفر والإِيمان، ما تواجها وتقابلا إلا غلبه الإِيمان، ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾. ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ ولهذا لما جاء السحرة، و [٤] قد جمعوهم من أقاليم بلاد مصر، وكانوا إذ ذاك أسحر الناس وأصنعهم وأشدهم تحيلًا [٥] في ذلك، وكان السحرة جمعًا كثيرًا، وجما غفيرًا، تل: كانوا اثني عشر ألفًا، وقيل: خمسة عشر ألفًا، وقيل: سبعة عشر ألفًا، [وقيل: تسعة عشر ألفًا، وقيل: بضعة وثلاثين ألفًا] [٦]، وقيل: ثمانين ألفًا، وقيل غير ذلك، والله أعلم بعدتهم.

قال ابن إسحاق: وكان أمرهم راجعًا [٧] إلى أربعة منهم وهم رؤساؤهم، وهم: ساتور، وعازور، وحطحط، ويصفى.


[١]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ، ز.
[٢]- في ز، خ: "يقاتلونه".
[٣]- في ت: "الفعلية".
[٤]- سقط من: ز، خ.
[٥]- في ت: "تخييلًا".
[٦]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ، ز.
[٧]- في ز، خ: "راجع".