للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دمًا -للبلاء والفتنة- فبينما هم على ذلك، [إذ] [١] بعث الله ﷿ دودًا في أعناقهم كَنَغَف الجراد الذي يخرج في أعناقه، فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس، فيقول المسلمون: ألا رجل يشري لنا نفسه، فينظر ما فعل هذا العدو؟ قال: فيتجرد رجل منهم محتسبًا نفسه، وقد أوطنها على أنه مقتول، فينزل فيجدهم موتى، بعضهم على بعض، فينادي: يا معشر المسلمين، ألا أبشروا، إن الله ﷿ قد كفاكم عدوكم، فيخرجون من مدائنهم وحصونهم، ويُسَرّحون مواشيهم، فما يكون لها رعي إلا لحومهم، [فَتَشْكر عنهم] [٢] كأحسن ما [شكرت] [٣] عن شيء من النبات أصابته قط.

ورواه ابن ماجة (٤٨) من حديث يونس بن بكير، عن ابن إسحاق به.

(الحديث الثاني): قال [الإمام، [٤] أحمد (٤٩) أيضًا: حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني حمص بن جابر الطائي قاضي حمص، حدثني عبد الرحمن بن جُبَيبر بن نفير الحضرمي، عن أبيه، أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي قال: ذكر رسول الله الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في [طائفة النخل] [٥] [فلما رُحْنَا إليه عرف ذلك في وجوهنا، فسألناه فقلنا: يا رسول الله، ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل؟] [٦] فقال: "غير الدجال [أخوف مني] [٧] عليكم، فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي علي كل مسلم؛ إنه شاب جعد قَطَط، عينه طافية، وإنه يخرج [خَلّةً] [٨] بين الشام والعراق [فعاث] [٩] يمينًا وشمالًا، يا عباد الله اثبتوا". قلنا: يا رسول الله، ما لبثه في الأرض؟ قال: "أربعين يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأكامكم". قلنا: كما رسول الله، فذاك اليوم الذي هو كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: لا، اقدروا له قدره. قلنا: يا رسول الله، فما إسراعه في الأرض؟ قال: "كالغيث استدبرته الريح"، قال: فيمر بالحي فيدعوهم فيستجيبون


(٤٨) - أخرجه ابن ماجة في كتاب الفتن، باب: طلوع الشمس من مغربها، حديث (٤٠٧٩) (٢/ ١٣٦٣ - ١٣٦٤).
(٤٩) - المسند (٤/ ١٨١ - ١٨٢).