للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقدمي الأرض، فالتفت إليَّ رسول الله فقال: "من هذا؟ أبو إسحاق قال: قلت: نعم يا رسول الله. قال: "فمه؟ ". قلت: لا والله، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة، ثم جاء [هذا] [١] الأعرابي فشغلك. قال: "نعم، دعوة ذي النون، إذ هو في بطن الحوت: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له" ورواه الترمذي (٤٢) والنسائي (٤٣) في "اليوم والليلة" من حديث إبراهيم بن محمد بن [سعد] [٢]، عن أبيه، عن سعد، به.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر عن كثير بن زيد عن المطلب بن حنطب -قال أبو خالد: أحسبه عن مصعب -يعني ابن سعد- عن سعد قال: قال رسول الله : "من دعا بدعاء يونس، استجيب له". قال أبو سعيد: يريد به ﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾.

وقال: ابن جرير (٤٤): حدثني عمران بن بكار الكلاعي، حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا أبو يحيى بن عبد الرحمن، حدثني بشر بن منصور، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: سمعت سعد بن مالك -وهو ابن أبي وقاص- يقول: سمعت رسول الله يقول: "اسم الله الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سئل به أعطي: دعوة يونس بن متى". قال: فقلت: يا رسول الله، هي ليونس خاصة، أم لجماعة المسلمين؟ قال: "هي ليونس بن متى خاصة، وللمؤمنين عامة، إذا دعوا بها، ألم تسمع قول الله ﷿: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّينَاهُ [٣] مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ فهو شرط من الله لمن دعاه به"، وقال ابن أبي حاتم: حدثني أبي، حدثنا أحمد بن أبي [سريج] [٤]، حدثنا داود ابن [المحبَّر] [٥] بن قَحْذَم [المقدسي] [٦]، عن كثير بن معبد قال: سألت الحسن، قلت: يا أبا سعيد؛ اسم الله الأعظم، الذي إذا دعيَ به أجاب، وإذا سئل به أعطي؟ قال: ابنَ أخي؛ أما تقرأ القرآن! قول الله تعالى: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا﴾ إلي قوله: ﴿الْمُؤْمِنِينَ﴾،


(٤٢) - أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب: (٨٢)، حديث (٣٥٠٥) (٥/ ٤٩٥) مختصرًا.
(٤٣) - أخرجه النسائي في الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب: ذكر دعوة ذي النون، حديث (١٠٤٩١، ١٠٤٩٢) (٦/ ١٦٨).
(٤٤) - أخرجه الطبري (١٧/ ٨٢).