للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن وهب، حدثنا عمي، حدثني أبو صخر، أن يزيد الرقاشي حدثه قال: سمعت أنس بن مالك -ولا أعلم إلا أن أنسًا يرفع الحديث إلى رسول الله "أن يونس النبي حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت، قال: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فأقبلت [هذه] [١] الدعوة تحف بالعرش، فقالت الملائكة: يا رب؛ صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة؟ [فقال:] [٢] أما تعرفون ذاك؟ قالوا: ألا، [٣]، يارب؛ ومن هو؟ قال: عبدي يونس. قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يُرفَع له عملًا متقبلًا ودعوة مجابة؟ [قال: نعم] [٤] قالوا: يا رب؛ أو لا [ترحم] [٥] ما كان [يصنع] [٦] في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلي. فأمر الحوت فطرحه في العراء وقوله: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ [وَنَجَّينَاهُ] [٧] مِنَ الْغَمِّ﴾، أي: أخرجناه من بطن الحوت، وتلك الظلمات، ﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: إذا كانوا في الشدائد ودَعَونا منيبين إلينا، ولا سيما إذا دعوا بهذا الدعاء في حال البلاء، فقد جاء الترغيب في الدعاء بها عن سيد الأنبياء؛ قال الإمام أحمد (٤١):

حَدَّثَنا إسماعيل بن عمر، حدثنا يونس بن أبي إسحاق الهمداني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد، حدثني والدي محمد، عن أبيه سعد -وهو ابن أبي وقاص، قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد، فسلمت عليه، فملأ عينيه مني فلم يَرْدُدْ عليَّ السلام، فأتيت عمر بن الخطاب [فقلت] [٨]: يا أمير المؤمنين؛ هل حدث في الإِسلام شيء؟ مرتين، قال: لا، وما ذاك؟ قلت: لا، إلا أني مررت بعثمان آنفًا في المسجد، فسلمت عليه، فملأ عينيه مني ثمّ لم يَرْدُدْ عليَّ السلام. قال: فأرسل عمر إلي عثمان فدعاه، فقال: ما منعك أن لا تكون رددت علي أخيك السلام؟ قال: ما فعلت. قال سعد: قلت: بلي. حتى حَلَفَ وحلفتُ، قال: ثم إن عثمان ذكر فقال: بلي، وأستغفر الله وأتوب إليه، إنك مررت بي آنفًا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتُها من رسول الله ، لا والله ما ذكرتُها قط إلا [تَغْشَي] [٩] بصري وقلبي غشاوة. قال سعد: فأنا أنبئك بها، إن رسول الله صلي الله غليه وسلم ذكر لنا [أول دعوة] [١٠]، ثم جاء أعرابي فشغله، حتى قام رسول الله فاتبعتُه، فلما أشفقت أن يسبقني إلي منزله ضربتُ


(٤١) - أخرجه أحمد (١/ ١٧٠).