للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ﴾.

وقال مجاهد (٣٢): ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ﴾ كفه تحت عضده؛ وذلك أن موسى كان إذا أدخل يده في جيبه ثم أخرجها، تخرج تتلألأ كأنها فلقة قمر.

وقوله: ﴿تَخْرُجْ بَيضَاءَ مِنْ غَيرِ سُوءٍ﴾ أي: من غير برص ولا أذى، ومن غير شين، قاله ابن عبَّاس (٣٣) ومجاهد (٣٤)، وعكرمة (٣٥) وقَتَادة (٣٦)، والضحاك (٣٧) والسدي (٣٨) وغيرهم.

وقال الحسن البصري: أخرجها - والله - كأنها مصباح، فعلم موسى أنَّه قد لقي ربه ﷿ ولهذا قال تعالى: ﴿لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى﴾.

وقال وَهْب: قال له ربه: ادنه. فلم نرل يدنيه حتَّى شد ظهره بجذع الشجرة، فاستقر وذهبت عنه الرعدة، وجمع بده في العصا، وخضع برأسه وعنقه.

وقوله: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾ أي: اذهب إلى فرعون ملك مصر، الذي خرجت فارًّا منه وهاربًا، فادعه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ومره فليُحْسِن إلى بني إسرائيل ولا يعذبهم، فإنه قد طغى وبغى، وآثر الحياة الدنيا، ونسي الرب الأعلى.

قال وَهْب بن منبه: قال الله لموسى: انطلق برسالتي فإنك بعيضي وسمعي، وإني معك - أيدي [١] ونصري - واني قد ألبستك جُنَّةً من سلطاني، لتستكمل بها القوة في أمري، فأنت جند عظيم من جندي، بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي، بَطر نعمتي، وأمِن مكري، وغرته الدنيا عني، حتَّى جحد حقي، وأنكر ربوبيتي، وزعم أنَّه لا يعرفني، فإني


(٣٢) - أخرجه الطبري في "تفسيره": (١٦/ ١٥٧)، وذكره السيوطي في "الدر المنثور": (٤/ ٥٢٧)، وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣٣) - أخرجه الطبري في "تفسيره": (١٦/ ١٥٨)، وذكره السيوطي في "الدر المنثور": (٤/ ٥٢٧)، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وعبد بن حميد.
(٣٤) - أخرجه الطبري في "تفسيره": (١٦/ ١٥٨)، وذكره السيوطي في "الدر المنثور": (٤/ ٥٢٧) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣٥) - أخرجه الطبري في "تفسيره": (١٦/ ١٥٨).
(٣٦) - أخرجه الطبري في "تفسيره": (١٦/ ١٥٨).
(٣٧) - أخرجه الطبري في "تفسيره": (١٦/ ١٥٨).
(٣٨) - أخرجه الطبري في "تفسيره": (١٦/ ١٥٨)، وذكره السيوطي في "الدر المنثور": (٤/ ٥٢٧) وعزاه إلى ابن أبي حاتم.