للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿أَفَرَأَيتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَال لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٧٨) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (٨٠)

قال الإمام أحمد (٣٠٤): حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن خباب بن الأرت قال: كنت رجلًا قينًا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال: لا، والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد [فقلت: لا، والله لا أكفر بمحمد ] [١] حتى تموت، ثم تبعث. قال: فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثَمَّ مال وولد فأعطيتك [٢]. فأنزل الله: ﴿أَفَرَأَيتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَال لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا﴾ إلى قوله: ﴿وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ أخرجه [٣] صاحبا الصحيح وغيرهما، من غير وجه عن الأعمش به. وفي لفظ البخاري (٣٠٥): كنت قينًا بمكة، فعملت للعاص بن وائل سيفًا، فجئت أتقاضاه فذكر الحديث، وقال: ﴿أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾ قال: مَوْثقًا.

وقال عبد الرزاق (٣٠٦): أخبرنا الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحي، عن مسروق قال: قال خباب بن الأرت: كنت قينًا بمكة، فكنت أعمل للعاص بن وائل، قال: فاجتمعت لي عليه دراهم، فجعت لأتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. فقلت: لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث. قال: فإذا بعثت كان لي مال وولد. قال [٤]: فذكرت ذلك لرسول الله ، فأنزل الله: ﴿أَفَرَأَيتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَال لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا﴾ إلى قوله: ﴿وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾.


(٣٠٤) - أخرجه أحمد (٥/ ١١١).
(٣٠٥) - أخرجه البخاري في كتاب: البيوع، كتاب: ذكر القين والحدّاد، حديث (٢٠٩١)، وأطرفه في (٢٢٧٥ - ٢٤٢٥ - ٤٧٣٢ - ٤٧٣٣ - ٤٧٣٤ - ٤٧٣٥).
(٣٠٦) - أخرجه أحمد (٥/ ١١٠) من طريق عبد الرزاق بهذا الإسناد، وأخرجه مسلم بنحوه من طريق سفيان بهذا الإسناد في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب: سؤال اليهود النبي عن الروح، وقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾، حديث (٣٦/ ٢٧٩٥).