للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَرَدًّا (٧٦)﴾.

لما ذكر تعالى إمداد من هو في الضلالة فيما هو فيه، وزيادته علي ما هو عليه، أخبر بزيادة المهتدين هدى، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ﴾.

وقوله: ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ﴾ قد تقدم تفسيرها، والكلام عليها، وإيراد الأحاديث المتعلقة بها في سورة الكهف ﴿خَيرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا﴾ أي: جزاءً ﴿وَخَيرٌ مَرَدًّا﴾ أي: عاقبة ومردا علي صاحبها.

وقال عبد الرزاق (٣٠٢): أخبرنا عُمَر بن راشد، عن يحيي [١] بن أبي كثير، عن أبي [٢] سلمة بن عبد الرحمن قال: جلس رسول الله ذات يوم، فأخذ عودًا يابسًا فحط [٣] ورقه، ثم قال: "إن قول لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، تحط الخطايا كما تحط ورق هذه الشجرة الريح، خذهن يا أبا الدرداء قبل أن يُحال بينك وبينهن، هن الباقيات الصالحات، وهن من كنوز الجنة". قال أبو سلمة: فكان [٤] أبو الدرداء إذا ذكر هذا الحديث قال: لأهَللن الله، ولأكبرن الله، وَلأسبحن الله، حتى إذا رآني الجاهل حسب أني مجنون. وهذا ظاهره أنه مرسل، ولكن قد يكون من رواية أبي سلمة عن إلي الدرداء، والله أعلم.

وهكذا وقع في سنن ابن ماجة (٣٠٣) من حديث أبي معاوية، عن عُمَرَ [٥] بن راشد، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي الدرداء فذكر نحوه.


(٣٠٢) - أخرجه الطبري (١٦/ ١٢٠) من طريق عبد الرزاق.
(٣٠٣) - أخرجه ابن ماجة، في كتاب: الأدب، باب: فضل التسبيح، حديث (٣٨١٣) (٢/ ١٢٥٣) بنحوه.
قال البوصيري: في إسناده عمر بن راشد، قال فيه البخاري: حديثه عن ابن أبي كثير مضطرب، ليس بالقائم. قال ابن حبان: يضع الحديث، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه.
وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود برقم (٨٣٢).