ذكر بعض أهل العلم أنهم لما ضرب الله على آذانهم بالنوم، لم تنطبق أعينهم لئلا يسرع إليها البلى، فإذا بقيت ظاهرة للهواء كان أبقى لها، ولهذا قال تعالى: ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ﴾، وقد ذكر عن الذئب أنه ينام فيطبق عينًا ويفتح عينًا، ثم يفتح هذه - وطبق هذه وهو راقد -كما قال الشاعر:
ينامُ بإحْدى مُقْلَتَيه ويتقي … بأخرى الرزايا فهو يقظانُ نائمُ
وقوله تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾، قال بعض السلف: يقلبون في العام مرتين.
قال: ابن عباس: لو لم يقلبوا [١] لأكلتهم الأرض.
وقوله: ﴿وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيهِ بِالْوَصِيدِ﴾، قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة [٢]: الوصيد: الفناء.
وقال ابن عباس: بالباب. وقيل: بالصعيد، وهو التراب. والصحيح أنه بالفناء - وهو الباب - ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّهَا عَلَيهِمْ مُؤْصَدَةٌ﴾ أي: مطبقة مغلقة. ويقال: و"صيد"، و"أصيد".
ربض كلبهم على الباب كما جرت به عادة الكلاب.
قال ابن جريج: يحرس [٣] عليهم الباب، وهذا من سجيته وطبيعته، حيث [٤] يربض ببابهم كأنه يحرسهم، وكان جلوسه خارج الباب؛ لأن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب - كما ورد في الصحيح - "ولا صورة"(٢٢).