للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان لنا فيه مصلحة دينية لأرشدنا الله تعالى ورسوله إليه، فقد قال رسول الله (٢١): " ما تركت شيئًا يقربكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أعلمتكم به"، فأعلمنا تعالى بصفته، ولم يعلمنا بمكانه، فقال: ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ﴾، قال مالك، عن زيد بن أسلم: تميل، ﴿ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ﴾، أي: في متسع منه داخلًا بحيث لا تمسهم؛ إذ لو أصابتهم لأحرقت أبدانهم وثيابهم؛ قاله ابن عباس.

﴿ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ﴾ حيث أرشدهم تعالى إلى هذا النار الذي جعلهم فيه أحياء، والشمس والريح تدخل عليهم فيه لتبقى أبدانهم؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ﴾.

ثم قال: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾، أي: هو الذي أرشد هزلاء الفتية إلى الهداية من بين قومهم، فإنه من هداه الله اهتدى [١]، ومن


(٢١) صحيح. ورد هذا الحديث عن النبي من طرق:
١ - حديث المطلب بن عبد الله بن حنطب.
أخرجه الشافعي في المسند (صـ ٢٣٣). وابن خزيمة في صحيحه (ج ٣ / رقم ١٠٠) والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٦٧) (١١٨٥). والبغوي في شرح السنة (١٤/ ٣٠٢ - ٣٠٣) (٤١١٠).
من طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب أن رسول الله قال … فذكره مطولًا.
قال الألباني في "الصحيحة" (٤/ ٤١٧) (١٨٠٣): "وهذا إسناد مرسل حسن".
٢ - حديث عبد الله بن مسعود.
أخرجه البغوي في شرح السنة (١٤/ ٣٠٣، ٣٠٥) (٤١١١، ٤١١٣). وأخرجه الحاكم في مستدركه (٢/ ٤) (٢١٣٦). وفي إسناده مجهول.
٣ - حديث أبي ذر.
أخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ١٥٥، ١٥٦) (١٦٤٧).
من طريق ابن عيينة عن فطر عن أبي الطفيل عن أبي ذر مرفوعًا … وفيه "ما بقي شيء يقرب من الجنة، ويباعد من النار إلا وقد بين لكم".
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٢٦٦ - ٢٦٧): "رجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري وهو ثقة". وصححه الألباني في الصحيحة (١٨٠٣).
٤ - وله طريق آخر عند عبد الرزاق في المصنف (٢٠١٠٠) (١١/ ١٢٥ - ١٢٦) عن معمر عن عمران صاحب له قال: إن رسول الله قال فذكره مطولًا.