للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾، أي: ألقينا عليهم النوم حين دخلوا إلى الكهف، فناموا سنين كثيرة، ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ﴾، أي: من رقدتهم تلك، وخرج أحدهم بدراهم معه ليشتري لهم بها شيئًا يأكلونه، كما سيأتي بيانه وتفصيله؛ ولهذا قال: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَينِ﴾، أي [١]: المختلفين فيهم، ﴿أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾، قيل: عددًا. وقيل: غاية؛ فإن الأمد الغاية كقوله [٢]:

* سبق الجواد إذا استولى على الأمد *

﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (١٣) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (١٤) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا


= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١٨١) وقال: "رواه أحمد والطبراني … ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات".
قلت: ومحمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس. ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ١٩٧) ت (١١١٠) وقال: سألت أبي عنه فقال: هو صالح لا بأس به ليس بمشهور. وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" (ت ٩٢٨): "أورده النباتي في الضعفاء في ذيل الكامل" قال الذهبي في "الميزان" وما فيه مغمز ولعل مستند النباتي قول أبي حاتم ليس بمشهور. ففهم من ذلك أنه عند أبي حاتم مجهول، وليس كذلك، بل مراد أبي حاتم أنه لم يشتهر في العلم اشتهار غيره من أقرانه … " وذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٣٨٥، ٣٨٦).
وأما أبوه أيوب بن ميسرة.
فذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٤٢١ - ٤٢٢) وابن أبي حاتم في الجرح والتعدل (٢/ ٢٥٧) (٩١٨) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووثقه ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٢٧ - ٢٨)، والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٥٩١)، والطبرني في المعجم الكبير (٢/ ٣٣) (١١٩٧) وابن عدي في الكامل (٢/ ٤٣٨ - ٤٣٩) من طريق يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر، حدثني يزيد مولى بسر بن أبي أرطأة عن بسر بن أبي أرطأة عن النبي . وسكت عنه الحاكم والذهبي. وقال ابن عدي في "الكامل" بعد أن ساق هذا الحديث وحديثًا آخر عن بسر بن أبي أرطأة: وبسر بن أبي أرطأة مشكوك في صحبته للنبي ، لا أعرف له إلا هذين الحديثين، وأسانيده من أسانيد الشام ومصر، ولا أرى بإسناد هذين بأسًا".