للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدًّا فأدخلهم الجنة، ثم أعود في الرابعة فأقول: يا رب، ما بقي إلا من حبسه القرآن فحدثنا أنس بن مالك أن النبي قال: "فيخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير مما يزن ذرة" أخرجاه من حديث سعيد به وهكذا رواه الإِمام [١] أحمد (٢٤٩)، عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، بطوله.

وقال الإِمام أحمد (٢٥٠): حدثنا يونس بن محمَّد، حدثنا حرب بن ميمون أبو الخطاب الأنصاري، عن النضر بن أنس، عن أنس قال: حدثني نبي الله قال: "إني لقائم أنتظر أمتي تعبر الصراط، إذ جاءني عيسى - فقال: هذه الأنبياء قد جاءتك يا محمَّد يسألون" -أو قال: "يجتمعون إليك" - "ويدعون الله أن يفرق بين جميع الأم إلى حيث يشاء الله، لغمّ ما هم فيه؛ فالخلق ملجمون بالعرق- فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة [٢]، وأما الكافر فيغشاه الموت- فقال: انتظر حتى أرجع إليك، فذهب نبي الله ، فقام تحت العرش، فلقي ما لم يلق مَلَك مصطفى، ولا نبي مرسل، فأوحى الله ﷿ إلى جبريل: أن اذهب إلى محمَّد، وقل له: ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع. فشفعت في أمتي: أن أخرجْ من كل تسعة وتسعين إنسانًا واحدًا. فما زلت أتردد إلى ربي ﷿، فلا أقوم منه مقامًا إلا شفعت؛ حتى أعطاني الله ﷿ من ذلك أن قال: يا محمَّد، أدخل من أمتك مِن خَلْق الله ﷿ من شهد أن لا إله إلا الله يومًا واحدًا مخلصًا ومات على ذلك".

(حديث بريدة : قال الإِمام أحمد بن حنبل (٢٥١): حدثنا الأسود بن عامر، أخبرنا أبو إسرائيل، عن الحارث بن حصيرة، عن ابن بريدة، عن أبيه: أنه دخل على معاوية فإذا رجل يتكلم، فقال بريدة: يا معاوية، تأذن لي في الكلام؟ فقال: نعم-


(٢٤٩) - أخرجه أحمد (٣/ ٢٤٧ - ٢٤٨).
(٢٥٠) - أخرجه أحمد (٣/ ١٧٨). وحرب بن ميمون صدوق روى له مسلم في صحيحه، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.
(٢٥١) - أخرجه أحمد (٥/ ٣٤٧). وذكره الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٣٨١) وقال: رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف كثير في أبي إسرائيل الملائي. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (٢٠٩٤) (٢/ ٢٢٤).