(حديث أنس بن مالك) قال الإِمام أحمد (٢٤٨): [حدثنا يحيى بن سعيد][١]، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، حدثنا قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ؛ قال:"يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيلهمون ذلك فيقولون: لو استشفعنا على ربنا فأراحنا من مكاننا هذا. فيأتون آدم فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا إلى ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول لهم آدم: لست هناكم، ويذكر ذنبه الذي أصاب، فيستحيي ربَّه ﷿ من ذلك، ويقول: ولكن ائتوا نوحًا؛ فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحًا فيقول: لست هناكم، ويذكر [٢][خطيئة سؤاله][٣][ربه ما ليس له به علم][٤] فيستحيي [٥][ربَّه من ذلك، ويقول: ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن. فيأتونه فيقول: لست هناكم][٦]، ولكن ائتوا موسى: عبدًا كلمه الله وأعطاه التوراة. فيأتون موسى فيقول: لست هناكم، ويذكر لهم النفس التي قتل بغير نفس فيستحيي ربه من ذلك، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه. فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمدًا:[عبدًا غفر الله له][٧] ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني".
قال الحسن هذا الحرف [٨]: "فأقوم فأمشي بين سماطين من المؤمنين"، قال أنس:"حتى أستأذن على ربي، فإذا رأيت ربي وقعت له -أو خررت ساجدًا لربي، فيدعني ما شاء الله أن يدعني"، قال: "ثم يقال: ارفع محمَّد، قل يسمع، واشفع تشفع، وسل تعطه، فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحدّ لي حدًّا فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه الثانية، فإذا رأيت ربي وقعت -أو خررت ساجدًا لربي، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمَّد، قل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحدّ لي حدًّا فأدخلهم الجنة، ثم أعود في الثالثة، فإذا رأيت ربي وقعت أو خررت ساجدًا لربي، فيدعني ما يشاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمَّد، قل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع،
(٢٤٨) - أخرجه أحمد (٣/ ١١٦). والبخاري في صحيحه -كتاب التفسير، باب قول الله "وعلم آدم الأسماء كلها (٤٤٧٦). ومسلم في صحيحه -كتاب الإيمان، كتاب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها (٣٢٣) (٣٢٥) (١٩٣)، وابن ماجة -كتاب الزهد -باب ذكر الشفاعة (٤٣١٢) من طرق عن سعيد به.