للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحب الوسيلة التي هي أعلى منزلة في الجنة لا تليق إلا له، وإذا أذن الله تعالى في الشفاعة [في العصاة] [١] شفع الملائكة والنبيون والمؤمنون، فيشفع هو في خلائق لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى، ولا يشفع أحد مثله، ولا يساويه في ذلك، وقد بسطت ذك مستقصى في آخر كتاب السيرة في باب الخصائص، ولله الحمد والمنة.

ولنذكر الآن الأحاديث الواردة في المقام المحمود وبالله المستعان. قال البخاري (٢٤٢):

حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا أبو الأحوص [٢]، عن آدم بن عليّ، سمعت ابن عمر يقول [٣]: إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثًا، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان، اشفع، يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي ، فذلك قوم يبعثه الله مقامًا محمودًا.

ورواه حمزة بن عبد الله عن أبيه عن النبي (٢٤٣).

قال ابن جرير (٢٤٤): حدثني محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا شعيب بين الليث، حدثني الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أنه قال: سمعت حمزة بن عبد الله بن عمر، يقول: [سمعت عبد الله بن عمر؛ يقول] [٤]: قال رسول الله : "إن الشمس لتدنو حتى يبلغ [٥] العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك استعاثوا بآدم فيقول: لست صاحب ذلك، ثم بموسى فيقول كذلك، ثم بمحمد [ فيشفع] [٦]، بين الخلق، فيمشي حتى يأخد بحلقة باب الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقامًا محمودًا [يحمده أهل الجمع كلهم] [٧] ".


(٢٤٢) - أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير، باب: قوله تعالى: " ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ " (٤٧١٨). والنسائي في الكبرى -كتاب التفسير (١١٢٩٥) (٦/ ٣٨١) من طريق سعيد بن منصور نا أبو الأحوص به.
(٢٤٣) - أخرجه البخاري في صحيحه معلقًا -كتاب الزكاة، باب: من سأل الناس تكثُّرًا (١٤٧٥) (٣/ ٣٣٨). وكتاب التفسير، باب: " ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ (٤٧١٩).
(٢٤٤) - وأخرجه ابن جرير في تفسيره (١٥/ ١٤٢). وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الزكاة، باب: من سأل الناس تكثرًا (١٤٧٤، ١٤٧٥) (٣/ ٣٣٨).