للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلام حين همّ بالنهوض قائمًا قبل أن تصل الروح إلى رجليه، وذلك أنَّه جاءته النفخة من قبل رأسه فلما وصلت إلى دماغه عطس، فقال: الحمد لله. فقال [١] الله: يرحمك ربك يا آدم، فلما وصلت إلى عينيه فتحهما، فلما سرت إلى أعضائه وجسده جعل ينظر إليه ويعجبه، فهمّ بالنهوض قبل أن تصل إلى رجليه فلم [٢] يستطع؛ وقال: يا رب عَجِّلْ قبل الليل.

﴿وَجَعَلْنَا اللَّيلَ وَالنَّهَارَ آيَتَينِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (١٢)

يمتن تعالى على خلقه بآياته العظام، فمنها مخالفته بين الليل والنهار؛ ليسكنوا في الليل، وينتشروا في النهار للمعايش [٣] والصنائع [٤] والأعمال والأسفار، وليعلموا عدد الأيام والجمع والشهور والأعوام، ويعرفوا [٥] مضي الآجال المضروبة للديون والعبادات والمعاملات والإِجارات، وغير ذلك؛ ولهذا قال: ﴿لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ أي: في معايشكم [٦] وأسفاركم ونحو ذلك ﴿وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ فإنه لو كان الزمان كده نسقًا واحدًا وأسلوبًا متساويًا، لما عرف شيء من ذلك، كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ اللَّيلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا


= محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم أن سلمان الفارسي قال: … ذكره وإسناده صحيح وعزاه السيوطي في الدر المنثور - (٤/ ٣٠١) إلى ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن عساكر. وأما أثر ابن عبَّاس: فأخرجه ابن جرير في تفسيره - (١٥/ ٤٨) حدَّثنا أَبو كريب: قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة عن أبي رَوْق عن الضحاك عن ابن عبَّاس ذكره والضحاك لم يسمع من ابن عبَّاس.
وبشر بن عمارة هو الخَثْعَمي المُكتب: ضعيف.