للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن عروة بن الزبير - خمسة نفر من قومه، و [١] كانوا ذوي أسنان وشرف في قومهم؛ من بني أسد بن عبد العزى بن قصي: الأسود بن المطب أبو زمعة، كان رسول الله فيما بلغني قد دعا عليه، لما كان يبلغه من أذاه واستهزائه، فقال: "اللهم أعم بصره وأثكله ولده". ومن بني زهرة: الأسود بني عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، ومن بني مخزوم: الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ومن بني سهم بن عمرو (٥) ابن [] [٢] هُصَيص بن كعب بن لؤي: العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سعد [بن سهم] (**)، ومن خزاعة: الحارث بن الطلاطلة بن عمرو بن الحارث بن [] [٣] عمرو بن مَلكْان. فلما تمادوا في الشر، وأكثروا برسول الله الاستهزاء، أنزل الله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَينَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ إلى قوله: ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾. قال ابن إسحاق: فحدّثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير أو غيره من العلماء: أن جبريل أتى رسول الله وهم يطوفون بالبيت فقام، وقام رسول الله إلى جنبه، فمرّ به [الأسود بن المطلب فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمى، ومر به] [٤] الأسود بن عبد يغوث، فأشار إلى بطنه فاستسقى [٥] بطنه فمات منه حَبَنًا [٦]، ومر به الوليد بن المغيرة فأشار إلى أثر جرح [٧] بأسفل كعب رجله، وكان أصابه قبل ذلك بسنتين وهو يجرّ ازاره، وذلك أنه مرّ برجل من خزاعة يريش نبلًا له، فتعلق سهم من نبله بإزاره، فخدش رجله ذلك الخدش، وليس بشيء فانتقض به فقتله، ومرَّ به العاص بن وائل


= (ص ٢٢٢ - ٢٢٣) من طريقين عن ابن إسحاق به، وهذا مرسل حسن، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٥/ ٤٩٨٦)، والبيهقي في "الدلائل" (٢/ ٣١٦، ٣١٨)، والضياء في "المختارة" (١٠ / رقم ٩٤) من حديث ابن عباس قال: المستهزئون: الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث … فذكر الحديث بنحو حدث عروة، وحسن إسناده السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٢٠٠) وزاد نسبته إلى ابن مردويه وأبي نعيم في "الدلائل" والذي في "دلائل أبي نعيم" من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، والكلبي متهم بالكذب والله أعلم.
(*) في ز: "عمر"، خ: "عبد عمر"، والمثبت من ابن جرير.
(**) ما بين المعكوفتين زيادة من ابن جرير (١٤/ ٧٠).