للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أجبت المرسلين؟.

وقال أبو جعفر: عن الربيع، عن أبي العالية [في قوله] [١]: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ قال: يسأل العباد كلهم عن خلتين يوم القيامة، عما كانوا يعبدون، وماذا أجابوا المرسلين؟.

وقال ابن عيينة: عن عملك، وعن مالك.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا يونس الحذاء، عن أبي حمزة الشيباني [٢]، عن معاذ بن جبل قال: قال لي رسول الله : "يا معاذ، إن المرء [٣] يسأل يوم القيامة عن جميع سعيه، حتى كحل عينيه، وعن فتات الطينة بأصبعه، فلا ألفينك يوم القيامة وأحد أسعد بما آتى الله منك".

وقال علي بن أبي طلحة (٧١)، عن ابن عباس في قوله: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ثم قال: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ﴾ قال: لا يسألهم: هل عملتم كذا؟ لأنه أعلم بذلك منهم، ولكن يقول: لم عملتم كذا وكذا؟.

﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَينَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى


= ابن مسعود إلى أبا مسعود، ولم ينتبه له محققه- وابن المبارك في "الزهد" (٣٨) ومن طريقه النسائي في الكبرى -كما في "التحفة" (٧/ ٩٣٤٥) - وابن خزيمة في "التوحيد" ص ١٥٠ - ١٥١، ١٧١، وعبد الله بن أحمد في السنة (٤٧٥) كلهم من طريق شريك بن عبد الله بهذا الإسناد، وشريك فيه مقال، لكن تابعه أبو عوانة وهو ثقة حافظ وعند أحمد في الزهد (ص ٢٠٤)، والطبراني في الكبير (٩/ ٨٨٩٩) وأبي نعيم في "الحلية" (١/ ١٣١)، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (١/ ٤٤٩) من طريق إسحاق بن عبد الله أبي يعقوب التميمي قال: نا شريك بهذا الإسناد، لكنه رفعه، وقال الطبراني: لم يرو هذا الحدث عن هلال الوَزَّان إلا شريك، تفرَّدَ به إسحاق بن عبد الله، أي مرفوعًا. وقال الهيثمي في "المجمع": ورجال الأوسط فيهم شريك أيضًا، وإسحاق بن عبد الله التميمي وثقه ابن حبان (٨/ ١٢٠)، وبقية رجاله رجال الصحيح. والأثر زاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٢٥٧) إلى عبد بن حميد وابن مردويه.
(٧١) - أخرجه ابن جرير (١٤/ ٦٧)، وابن أبي حاتم، والبيهقي في البعث -كما في "الدر المنثور" (٤/ ١٩٩).