للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

و [١] قال ابن عباس: ﴿من كل شيء موزون﴾ أي: معلوم. وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك ومجاهد والحكم بن عُتيبة [٢] والحسن بن محمد وأبو صالح وقتادة.

ومنهم من يقول: مقدر بقدر.

وقال ابن زيد: من كل شيء يوزن ويقدر بقدر. وقال ابن زيد: ما [يزنه أهل] [٣] الأسواق.

وقوله: ﴿وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين﴾ يذكر تعالى أنه صرفهم في الأرض في صنوف الأسباب [٤] والمعايش؛ وهي جمع معيشة.

وقوله: ﴿ومن لستم له برازقين﴾ قال مجاهد: و [٥] هي الدواب والأنعام، وقال ابن جرير: هم العبيد والإِماء والدواب والأنعام.

والقصد: أنه تعالى يمتن عليهم بما يسر لهم من أسباب المكاسب، ووجوه الأسباب، وصنوف المعايش، وبما سخر لهم من الدواب التي يركبونها، والأنعام التي يأكلونها، والعبيد والإماء التي يستخدمونها، ورزقهم على خالقهم لا عليهم، فلهم هم المنفعة، والرزق على الله تعالى.

﴿وَإِنْ مِنْ شَيءٍ إلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَينَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (٢٢) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (٢٣) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (٢٥)

يخبر تعالى أنه مالك كل شيء، وأن كل شيء سهل عليه يسير لديه، وأن عنده خزائن الأشياء من جميع الصنوف ﴿وما ننزله إلا بقدر معلوم﴾ كما يشاء وكما يريد، ولما له في ذلك من الحكمة البالغة والرحمة بعباد [٦]، لا على جهة [٧] الوجوب، بل هو كتب على


[١]- سقط من: ز.
[٢]- في ز "قتيبة".
[٣]- ما بين المعكوفتين في ز: "تزنه".
[٤]- في ز: "الأصناف".
[٥]- سقط من خ.
[٦]- في خ: "لعباده".
[٧]- سقط من: ز، خ.