للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إلا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيهِ مُرِيبٍ (٩)

قال ابن جرير (١١): هذا من تمام قيل موسى لقومه. يعني: وتذكاره إياهم بأيام الله،

بانتقامه من الأمم المكذبة للرسل.

وفيما قال ابن جرير نظر، والظاهر أنَّه خبر [١] مستأنف من الله تعالى لهذه الأمة، فإنه قد قيل: إن قصة عاد وثمود ليست في التوراة، فلو كان هذا من كلام موسى لقومه وقصِّهِ عليهم ذلك، فلا شك [٢] أن تكون [٣] هاتان القصتان في التوراة، والله أعلم. وبالجملة، فالله تعالى قد قص علينا خبر قوم نوح وعاد وثمود، وغيرهم من الأمم المكذبة للرسل، مما لا يحصي عددهم [٤] إلا الله ﷿ ﴿جَاءَتْهُمْ [٥] رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾ أي: بالحجج والدلائل الواضحات الباهرات القاطعات.

وقال [أبإ إسحاق] (١٢) [٦]، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله أنَّه قال في قوله: ﴿لَا يَعْلَمُهُمْ إلا اللَّهُ﴾: كذب النسابون.

وقال [٧] عروة بن الزُّبَير: ما وجدنا أحدًا يعرف ما بعد معدّ بن عبدنان.


(١١) - تفسير ابن جرير (١٢/ ١٨٧).
(١٢) - وقد ورد مرفوعًا من حديث ابن عباس، أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ٤٧)، وابن عساكر في "التاريخ" (١/ ٣٩٢ مخطوط) من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن ابن عبَّاس به، وهشام متروك، وأَبوه كذاب.