للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومعنى هذه الأقوال: أن الأقدار ينسخ الله ما يشاء منها ويثبت منها ما يشاء، وقد يستأنس لهذا القول بما رواه الإمام أحمد (١٢٨):

حدثنا وكيع، حدثنا سفيان -هو الثوري- عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: قال رسول الله : "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".

ورواه النسائي وابن ماجه من حديث سفيان الثوري به.

وثبت في الصحيح (١٢٩) أن صلة الرحم تزيد في العمر، وفي حديث آخر (١٣٠): " إن" [١] الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض".


(١٢٨) - " المسند" (٥/ ٢٧٧، ٢٨٢) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (١٤/ ٣٦٦) - وأخرجه أحمد أيضًا (٥/ ٢٨٠) والنسائي في الرقاق من الكبرى -كما في "التحفة" (٢/ ٢٠٩٣) - وابن ماجة (٩٠، ٤٠٢٢) وابن المبارك في "الزهد" (٨٦) وأبو يعلى في "المعجم" (٢٨٢) وغيرهم من طريق سفيان بهذا الإسناد، وصححه ابن حبان (٣/ ٨٧٢) والحاكم (١/ ٤٩٣) ووافقه الذهبي، وقال البوصيري في "الزوائد" (١/ ٦٢): سألت شيخنا أبا الفضل العراقي عن هذا الحديث. فقال: "حديث حسن" وقال المنذري المنذري في "الترغيب" (٢/ ٤٨١): "رواه النسائي بإسناد صحيح … " قلت: عبد الله بن أبي الجعد لم يوثقه غير ابن حبان (٥/ ٢٠) وجهله ابن القطان، وقال الذهبي في "الميزان" (٣/ ١١٤): "إن كان قد وثق ففيه جهالة". وجاء في بعض الروايات سالم بن أبي الجعد، فإن كان كذلك فالإسناد ضعيف أيضًا لأن فيه انقطاعًا بين سالم وثوبان وإن كان الآخر ففي الإسناد جهالة. وقد أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٤٤٨) من طريق راشد بن سعد عن ثوبان، لكن في إسناده بشر بن عبيد أبو علي الدارسي، قال ابن عدي: "منكر الحديث عن الأئمة بَيِّنُ الضعف" لكن للطرف الثاني والثالث شاهد عن سلمان عند الترمذي (٢١٣٩) وحسنه، وصححه الألباني بشاهد حديث ثوبان في "الصحيحة" (١/ ١٥٤).
(١٢٩) - ورد ذلك من حديث أنس بن مالك، يأتي تخريجه (سورة فاطر / آية ١١).
(١٣٠) - ورد ذلك من حديث عائشة وأبي هريرة، أما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٣/ ٢٤٩٨) وفي "الدعاء" (٢/ ٨٠٠) رقم (٣٣) والبزار (٢/ ١٦١٢ - زوائد ابن حجر) وابن عدي في "الكامل" (٣/ ١٠٦٨) وابن الصِّيداوي في "معجم الشيوخ" (صـ ١٠٥). والخطيب في "تاريخ بغداد" (٨/ ٤٥٣) والحاكم (١/ ٤٩٢) وقال: "صحيح الإسناد" قلت: في إسناده زكريا بن منظور ضعفه ابن المديني وابن معين والنسائي وأبو حاتم وغيره، وقال البخاري: منكر الحديث، ولذا تعقب الذهبي الحاكم فقال: "زكريا مجمع على ضعفه"، وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٢١٢)، (١٠/ ١٤٩) وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢/ ٨٤٣)، وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار أيضًا (٢/ ١٦١١، ٢١٣٧)، وفي إسناده إبراهيم بن خثيم بن عراك، متروك وقد أعله الهيثمي به في "المجمع".