للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شريك له، كما أرسل الأنبياء من قبلي، ﴿إِلَيهِ أَدْعُو﴾، أي: إلي سبيله أدعو الناس، ﴿وَإِلَيهِ مَآبِ﴾، أي: مرجعي ومصيري.

وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا﴾، أي: وكما أرسلنا قبلك المرسلين، وأنزلنا عليهم الكتب من السماء، كذلك أنزلنا عليك القرآن محكمًا معربًا، شرّفناك به وفضلناك على من سواك بهذا الكتاب المبين الواضح الجلي الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾.

وقوله: ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ﴾، أي: آراءهم، ﴿بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾، أي: من الله تعالى، ﴿مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾. وهذا وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة بعد ما صاروا إليه من سلوك السنة النبوية والمحجة المحمدية، على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام.

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إلا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (٣٨) يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (٣٩)﴾.

يقول تعالى: وكما أرسلناك يا محمد رسولًا بشريًّا كذلك بعثنا المرسلين قبلك بَشَرًا يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق ويأتون الزوجات، ويولد لهم، وجعلنا لهم أزواجًا وذرية، وقد قال تعالى لأشرف الرسل وخاتمهم: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾.

وفي الصحيحين (١١٩): أن رسول الله، ، قال: "أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآكل الدّسم وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".

وقال الإمام أحمد (١٢٠): حدثنا يزيد، أنبأ الحجاج بن أرطاة، عن مكحول قال: قال أبو أيوب: قال رسول الله : "أربع من سنن المرسلين: التعطر، والنكاح،


(١١٩) - أخرجه البخاري: كتاب: النكاح، باب: الترغيب في النكاح (٥٠٦٣)، ومسلم: كتاب النكاح، باب: استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة. . . (٥) (١٤٠١) والنسائي، كتاب: النكاح، باب: النهي عن التبتل (٦/ ٦٠)، وأحمد (٣/ ٢٤١، ٢٨٥، ٢٥٩) من حديث أنس بن مالك، وليس فيه "وآكل الدسم … ".
(١٢٠) - إسناده ضعيف "المسند" (٢٣٦٨٩) (٥/ ٤٢١) مقرونًا بـ"يزيد بن هاون" محمد بن زيد" عن حجاج به، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (كتاب: الطهارة، باب: ما ذكر في السواك (١/ ١٩٧) وعبد بن حميد في "المنتخب" (٣٢٠) ثنا يزيد بن هارون به وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" =