للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله: ﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا﴾، أي: فيها المطاعم [١] والفواكه والمشارب، لا انقطاع ولا فناء.

وفي الصحيحين (١٠٨)، من حديث ابن عباس في صلاة الكسوف، وفيه قالوا [٢]: قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولتَ شيئًا في مقامك هذا، ثم رأيناك تَكَعْكعت [٣] فقال: "إني رَأيت الجنة -أو: أريت الجنة - فتناولت منها عنقودًا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا".

وقال الحافظ أبو يعلى (١٠٩): حدثنا أبو خيثمة، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا عبيد الله، حدثنا أبو عقيل، عن جابر قال: بينما نحن في صلاة الظهر، إذ تقدم رسولُ الله فتقدمنا، ثم تناول شيئًا ليأخذه ثم تأخر. فلما قضى الصلاة قال له أُبيُّ بن كعب: يا رسول الله، صنعت اليوم في الصلاة شيئًا ما رأيناك كنت تصنعه. فقال: إني عرضت عليَّ الجنة وما فيها من الزهرة والنضرة، فتناولت منها قطْفًا من عنب لآتيكم به، فحيل بيني وبينه، ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا يَنْقُصُونه".

وروى مسلم (١١٠) من حديث أبي الزبير، عن جابر، شاهدًا لبعضه.


(١٠٨) - أخرجه البخاري، كتاب: الكسوف، باب: صلاة الكسوف جماعة (١٠٥٢) - وانظر أطرافه عند رقم (٢٩) - ومسلم، كتاب: الكسوف، باب: ما عرض على النبي في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار (١٧) (٩٠٧) - من طريق مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس به وهو في "الموطأ" كتاب: صلاة الكسوف: باب: العمل في صلاة الكسوف (٢) ومن طريقه أحمد (١/ ٢٩٨، ٣٥٨) وأبو داود (١١٨٩) والنسائي (٣/ ١٤٦) مطولا ومختصرًا، وأخرجه مسلم أيضًا من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به.
(١٠٩) - لم أقف عليه في المطبوع من مسنده، وسيعيده المصنف -كما هنا- في (سورة الواقعة) وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (١٠٣٦) وأحمد (١٤٨٤٣) (٣/ ٣٥٢)، (٢١٣٢٩) (٥/ ١٣٧) - ومن طريقه اختاره الضياء في "المختارة" (٣/ ١١٩٣) - من طرق ثلاثة عن عبيد الله بن عمرو به، وذكره الهثيمي في "المجمع" (٢/ ٩٠ - ٩١) وقال: "رواه أحمد -ولم يعزه لأبي يعلى- وروى عن أبي بن كعب عن النبي قال بمثله، وفي الإسنادين عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه ضعف وقد وثق" قلت: وحديث أُبيٍّ الذي أشار إليه الهيثمي، أخرجه أحمد أيضًا (٢١٣٣٠) (٥/ ١٣٨) - ومن طريقه الضياء (١١٩٤) - والحاكم (٤/ ٦٠٤ - ٦٠٥) عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الصفيل بن أبي بن كعب عن أبيه بنحوه وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي، وانظر بعده.
(١١٠) - صحيح مسلم كتاب: الكسوف، باب: ما عرض على النبي في =