للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال السدي: إنما جاء به لأنه هو الذي جاء بالقميص وهو ملطخ بدم كذب، فأراد أن يغسل ذاك بهذا، فجاء بالقميص فألقاه على وجه أبيه فرجع بصيرًا.

وقال لبنيه عند ذلك: ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ أي: أعلم أن الله سيرده إليَّ، وقلت لكم: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ فعند ذلك قالوا لأبيهم مترفقين له: ﴿يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (٩٧) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، أي: من تاب إليه تاب عليه.

قال ابن مسعود وإبراهيم التيمي وعمرو بن قيس وابن جريج وغيرهم: أرجأهم إلى وقت السحر. وقال ابن جرير (١٠٦): حدثنى أبو السائب، حدثنا ابن إدريس، سمعت عبد الرحمن بن إسحاق يذكر، عن محارب بن دثار قال: كان [عمٌّ لي] يأتى المسجد فسمع إنسانا يقول: اللهم دعوتني فأجبت، وأمرتني فأطعت، وهذا سَحَرٌ فاغفر لي. قال: فاستمع الصوت فإذا هو من دار عبد الله بن مسعود، فسأل عبد الله عن ذلك فقال: إن يعقوب أخر بنيه إلى السحر بقوله: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾.

وقد ورد في حديث [١] أن ذلك كان ليلة جمعة [٢]، كما قال ابن جرير أيضًا (١٠٧): حدثنى المثنى، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، أنبأنا ابن جريج، عن عطاء وعكرمة، عن ابن عباس، عن رسول الله، : ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ يقول: "حتى تأتي ليلة الجمعة وهو قول أخي


(١٠٦) - إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، والحديث في التفسير (١٦/ ١٩٨٧٠) وأخرجه أيضًا (١٩٨٧١) وابن أبي حاتم (٧/ ١١٩٨٣) وسنيد - كما في تفسير القرطبي (٩/ ٢٦٣) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق به، وعبد الرحمن بن إسحاق هو ابن سعد أبو شيبة الواسطي، "ضعيف"، وعزاه السيوطي (٤/ ٦٨) إلى أبي عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني.
(١٠٧) - منكر، والحديث في التفسير (١٦/ ١٩٨٧٥) وأخرجه أيضًا (١٩٨٧٦)، والترمذي، كتاب: الدعوات، باب: في دعاء الحفظ (٤٥٦٥)، والحاكم (١/ ٣١٦ - ٣١٧) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به مطولًا، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". فتعقبه الذهبي قائلًا: هذا حديث منكر شاذ، أخاف أن يكون موضوعًا، وقد حيرني والله جودة سنده … " وقد زالت هذه الحيرة من عنده فقال في "السير" (٩/ ت ٦٠/ ص ٢١٨): "هذا عندي موضوع والسَّلام) ولعل الآفة دخلت على سليمان ابن بنت شُرَحبيل فيه، فإنه منكر الحديث، وإن كان حافظًا، فلو كان قال فيه: عن ابن جريج، لراج، ولكن صرح بالتحديث، فقويت الريبة … " وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١١/ ١٢٠٣٦) ومن طريقه ابن الجوزي=