للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر، حدَّثنا إِسماعيل بن عبد اللَّه بن مسعود، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح، حدَّثنا معاوية بن صالح، [عن صالح] [١] بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول اللَّه بيت المقدس ليصلي فيه، ومعنا يومئذ رجاء بن حيوة [] فلما انصرف [٢] خرجنا نشيعه، فلما أراد الانصراف قال: إن لكم جائزة وحقًّا أحدّثكم بحديث سمعته من رسول اللَّه . قلنا: هات رحمك اللَّه! قال: كنا مع رسول اللَّه ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، فقلنا: يا رسول اللَّه، هل من قوم أعظم منَّا أجرًا [٣]، آمنا باللَّه [٤] واتبعناك؟ قال: "ما يمنعكم من ذلك ورسول اللَّه بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء، بل قوم من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين يؤمنون به ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرًا". مرتين.

ثم رواه من حديث ضمرة بن ربيعة، عن مرزوق بن نافع (٩٧)، عن صالح بن جبير، عن أبي جمعة بنحوه.

وهذا الحديث فيه دلالة على العمل بالوجادة التي اختلف فيها أهل الحديث كما قررته في أول شرح البخاري؛ لأنه مدحهم على ذلك، وذكر أنهم أعظم أجرًا من هذه الحيثية لا مطلقًا.

وكذا الحديث الآخر الذي رواه الحسن بن عرفة العبدي، حدَّثنا إِسماعيل بن عياش الحمصي، عن المغيرة بن قيس التميمي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللَّه : "أي الخلق أعجب إليكم إيمانًا؟ " قالوا الملائكة. [قال: "وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم؟ ". قالوا: فالنبيون.] [٥] قال "وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزله عليهم؟ ". قالوا: فنحن. قال: "وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟ ". قال: فقال رسول اللَّه، : "ألا إن أعجب الخلق إليَّ إيمانًا لقومٌ يكونون من بعدكم يجدون صحفًا فيها كتاب يؤمنون بما فيها" (٩٨).


(٩٧) - رواه الطبراني (٣٥٤١)، ومرزوق بن نافع: ذكره ابن حبان في الثقات (٩/ ١٨٩).
(٩٨) - جزء الحسن بن عرفة برقم (١٩)، ومن طريقه البيهقي في الدلائل (٦/ ٣٥٨)، ورواه الخطيب في شرف أصحاب الحديث (٦١)، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب (٤٨)، وإسناده ضعيف لعلتين: الأولى: إسماعيل بن عياش رواه عن المغيرة بن قيس، وهو من روايته عن غير الشاميين - أهل بلده - وهي ضعيفة، والثانية: المغيرة؛ قال ابن أبي حاتم (٨/ ٢٢٧): منكر الحديث.