للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب النبي وما سبقونا [١] به، قال: فقال عبد الله: إن أمر محمد كان بينًا لمن رآه، والذي لا إله غيره ما آمن أحد قط إيمانًا أفضل من إيمان بغيب. ثم قرأ: ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيبِ﴾ إلى قوله ﴿الْمُفْلِحُونَ﴾.

وهكذا رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم في مستدركه من طرق، عن الأعمش به (٩٤). وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وفي معنى هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد (٩٥): حدَّثنا أبو المغيرة، أخبرنا [٢] الأوزاعي، حدّثني أسيد [٣] بن عبد الرحمن، عن خالد بن دريك، عن ابن مُحَيريز [٤] قال: قلت لأبي جمعة: حدَّثنا حديثًا سمعته من رسول الله ، قال: نعم، أحدّثك حديثًا جيدًا، تغدينا مع رسول الله ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقال: يا رسول اللَّه؛ [هل] [٥] أحد خير منَّا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك؟ قال: "نعم، قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني".

طريق أخرى: قال أبو بكر بن مردويه في تفسيره (٩٦):


(٩٤) - تفسير ابن أبي حاتم ٦٦ - (٣٤١١)، والمستدرك (٢/ ٢٦٠).
(٩٥) - المسند حديث ١٧٠٢٧ - (٤/ ١٠٦)، ورواه الدارمي حديث (٢٧٤٧) بنفس الإسناد، وأخرجه الطبراني في الكبير حديث (٣٥٣٧ - ٣٥٣٩) (٤/ ٢٢ - ٢٤)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٨٥)، وأبو يعلى في مسنده ١٥٥٩ - (٣/ ١٢٨)، ورواه البخاري في خلق أفعال العباد صـ ٥٠ برقم (١٢٤)، وفي التاريخ (١/ ٢ / ٣١١)، وابن أبي عاصم (٢١٣٦)، وابن عساكر (٨/ ١٨٧ - ١٨٨) من حديث عبد الله بن صالح قال: ثنا معاوية بن صالح، عن ابن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري … فذكره نحوه. وذكره الهيثمي في المجمع (١٠/ ٦٩) وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، والطبراني بأسانيد، وأحد أسانيد أحمد رجاله ثقات. ا هـ. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (٤/ ٣٣): "واختلف فيه على الأوزاعي، فقال الأكثر: عن أسيد، عن خالد بن دريك، عن ابن محيريز. وقال ابن شماسة: عن الأوزاعي، عن أسيد، عن صالح بن محمد: حدثني أبو جمعة به" قال الحافظ: وأغرب البزار فزعم أن الأوزاعي تفرد بالرواية عنه وذكر ابن عساكر: أن الأوزاعي روى عن أسيد بن عبد الرحمن عنه؛ فسمى أباه: محمدًا؛ قال: والصواب صالح بن جبير. (التهذيب ٤/ ٣٨٣ - ٣٨٤). وقال في فتح الباري (٧/ ٦): "إسناده حسن".
(٩٦) - رواه الطبراني في المعجم الكبير ٣٥٤٠ - (٤/ ٢٣) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن صالح به، ومن طريق ضمرة بن ربيعة به، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٦٥ - ٦٦) وقال: رواه الطبراني واختلف في رجاله.