للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يزيد، عن ربيعة بن يزيد، وعطية بن قيس، عن عطية السعدي قال: قال رسول الله "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرًا مما [١] به بأس" ثم قال الترمذي: حسن غريب.

وقال ابن أبي حاتم (٨٣): حدَّثنا أبي، حدَّثنا عبد الله بن عمران، حدثنا إسحاق بن سليمان - يعني الرازي - عن المغيرة بن مسلم، عن ميمون أبي حمزة قال: كنت جالسًا عند أبي وائل، فدخل علينا رجل يقال له: أبو عفيف - من أصحاب معاذ، فقال له شقيق بن سلمة: يا أبا عفيف؛ ألا تحدّثنا عن معاذ بن جبل! قال: بلى، سمعته يقول: يحبس الناس يوم القيامة في بقيع واحد فينادي مناد: أين المتقون؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر. قلت: من المتقون؟ قال: قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان وأخلصوا لله العبادة، فيمرون إلى الجنة.

[ويطلق الهدى ويراد به ما يقرّ في القلب من الإيمان، وهذا لا يقدر على خلقه في قلوب العباد إلا الله ﷿.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾. وقال: ﴿لَيسَ عَلَيكَ هُدَاهُمْ﴾.

وقال: ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ﴾ وقال: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ إلى غير ذلك من الآيات، ويطلق ويراد به بيان الحق وتوضيحه والدلالة عليه والإرشاد إليه، قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ وقال: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَينَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ وقال: ﴿وَهَدَينَاهُ النَّجْدَينِ (١٠)﴾ على تفسير من قال: المراد بهما الخير والشر. وهو الأرجح، والله أعلم، وأصل التقوى: التوقي مما يكره، لأن أصلها وقى من الوقاية قال النابغة:

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه … فتناولته واتقتنا باليد


= أبي حاتم في التفسير (٦٠)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٤٤٦)، والحاكم (٤/ ٣١٩)، والبيهقي في سننه (٥/ ٣٣٥)، وفي الشعب (٥٣٦١)، والقضاعي في مسند الشهاب (٩٠٩: ٩١٢)، وعزاه السيوطي في الدر (١/ ٢٤) لأحمد، ولم نقف عليه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، قال ابن القطان: عبد الله بن يزيد لا أعرف روى عنه إلا أبو عقيل ومحمد بن سعد، ولا تعرف حاله. وفي الميزان: قال الجوزجاني: أحاديثه منكرة.
(٨٣) - ضعيف، والحديث في تفسير ابن أبي حاتم ٦١ - (١/ ٣٣) في إسناده ميمون القصاب، قال أحمد: متروك الحديث، وقال الدارقطني ضعيف. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. وقال النسائي: ليس بثقة.